============================================================
قال أبو حفص: كيف يبقى الغل فى قلوب اثتلفت بالله واتفقت على محيته، واجتمعت على مودته، وأتست بذكره، فان تلك قلوب صافية من هواجس النفوس وظلمات الطبائع، بل كحلت بنور التوفيق فصارت إخوائا، فهكذا قلوب أهل التصوف والمجتمعين على الكلمة الواحدة، ومن التزم بشروط الطريق، والانكباب على الظفر بالتحقيق.
والناس رجلان: رجل ظالب ما عند الله تعالى، ويدعو الى ما عند الله نفسه وغيره، فما للمحقق الصوفى مع هذا منافسة ومراء وغل، فان هذا معه فى طريق واحد ووجهة واحدة، وأخوه ومعينه، والمؤمنون كالبنيان يشد بعضه بعضا.
ورجل مفتتن بشىء من محبة الجاه والمال والرياسة ونظر الخلق، فما للصوفى مع هذا منافسة. لأنه زهد فيما فيه رغب، فمن شأن الصوفى آن ينظر إلى مثل هذا تظر رحمة وشفقة حيث يراه محجوئا مفتتنا، فلا ينطوى له على غل، ولا يماريه فسى الظاهر على شىء؛ لعلمه بظهور نفسه الأمارة بالسوء فى المراء والمجادلة.
أخبرنا الشيخ العالم ضياء الدين عبد الوهاب بن على قال: أخبرنا أبو الفتح الهروى قال: أخبرنا أبو نصر الترياقى قال: أخبرنا أبو محمد الجراحى قال: أخبرنا أبو العباس المحبوبى قال: أخبرنا أبو عيسى الترمذى قال: حدثثا زياد بن أيوب قال: حدثنسا المحاربى، عن ليث، عن عيد الملك، عن عكرمة، عن ابن عباس رضى الله عنهما، عن النبى قال: (لولا تمار اخاك، ولا تعده موعدا فتخلفه)) .
وفى الخبر: (امن ترك المراء، وهو مبطل، بنى له بيت فى ربض الجنة، ومن ترك الراء، وهو محق، بنى له فى وسطها، ومن حسن خلقه بنى له فى أعلاه)).
وأخبرنا شيخ الإسلام أبو النجيب قال: أخبرنا أيو عبد الرحمن السهروردى محمد بن أبى عبد الله المالينى قال: أخبرنا أبو الحسن عيد الرحمن الدواودى قال: أخبرنا أبومحمد عبد الله بن أحمد الحموى قال: أخبرنا أيو عمران عيسى السمرقندى قال: أخبرثا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى قال: حدثنا يحيى ين بسطام، عن يحيى بن حمزة قال: حدئنا النعمان بن مكحول، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله : (امن طلب العلم ليباهى به العلماء أو يمارى به السفهاء، أو يريد ان يقبل يوجوه الناس إليه أدخله الله تعالى جهنم)).
পৃষ্ঠা ৮৯