59

============================================================

والثرثار هو : المكثار يكثر من الحديث ، والمتشدق : المتطاول على الناس فى الكلام .

قال الواسطى رحمه الله تعالى : الخلق العظيم أن لا يخاصم ولا يخاصم . وقال أيضا: وان لعلى خلق عظيم لوجدانك حلاوة المطالعة على سرك.

وقال أيضا : لأن قبلت فنون ما أسديت إليك من نعمى أحسن مما قبله غيرك من الأنبياء والرسل.

وقال الحسين بن منصور الحلاج : لأنه لم يؤثر فيك جفاء الخلق مع مطالعة الحق .

وقيل : الخلق العظيم لباس التقوى والتخلق بأخلاق اللسه تعالى إذ لم يبق للأعواض عنده خطر وقال بعضهم : قوله تعالى : (ولؤ تقول علييا بعض الأقاويل لأخدنا ونه باليمين)(1) .

أتم، لأنه حيث قال : (وإنك أحضره، وإذا أحضره أغقله وحجبه، وقوله: (لأخذنا) أكم ؛ لأن فيه فناء: وفى قوله هذا القائل نظر، فهلا قال : إن كان فى ذلك فناء ففى قوله : (وإنك) بقاء، وهو بقاء بعد فناء، والبقاء أتم من الفناء ، وهذا أليق بمنصب الرسالة، لأن الفتاء انما عز لزاحمة وجوي مذموم، فإذا ئزع المذموم من الوجود، وتبدلت الثعوت فأى عزة تبقى فى الفناء ؟ فيكون حضوره بالله ، لا بنفسه ، وأى حجبة تبقى هنالك ؟

وقيل: من أوتى الخلق فقد أوتى أعظم المقامات، لأن للمقامات ارتباطا عاما، والخلق ارتباط بالنموت والصفات .

وقال الجنيد : اجتمع فيه أربعة أشياء : السخاء والألفة، والنصيحة والشفقة.

وقال ابن عطاء : الخلق العظيم أن لا يكون له اختيار. ويكون تحت الحكم مع فناء النفس وفناء المألوفات.

وقال أبو سعيد القرشى : العظيم هو الله، ومن أخلاقه : الجود، والكرم، والصفح، والعفو، والإحسان، ألا ترى إلى قوله عليه السلام.

" إن لله مائة وبضعة عشر خلقا من أوتى بواحد منها دخل الجنة ) (2) قلما تخلق بأخلاق الله تعالى وجد الثناء عليه بقوله : (وإنك لعلى خلق غظيم) : (1) آية رقم 5) من سورة الحاقة.

(2) الحكيم الترمذى وغيره عن عثمان بن عفان بسند حسن

পৃষ্ঠা ৫৯