209

============================================================

99 وقال أبو بكر بن طاهر: لا تبدعوه بالخطاب، ولا تجييوه إلا على حدود الحرمة، (ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض)(1). أى: لا تغلظوا له فى الخطاب، ولا تنادوه باسمه : يا محمد، يا آجمد كما ينادى بعضكم بعضا، ولكن فخموه، واحترموه وقولوا له: يا تبى الله.. يا رسول الله.

ومن هذا القييل يكون خطاب المريد مع الشيخ، وإذا سكن الوقار القلب علم اللسان كيفية الخطاب.

ولما كلفت النقوس بمحبة الأولاد والأزواج وتمكتت أهوية النفوس والطباع استخرجت من اللسان عبارات غريبة وهى تحت وقتها صافها كلف الننس وهواها، فإذا امتلا القلسب حرمة ووقارا تعلم اللسان العبارة.

وروى: لما تزلت هذه الآية قعد ثابت بن قيس فى الطريق يبكى، فمر به عاصم بن عدى، فقال: ما يبكيك يا ثابت؟ قال: هذه الآية أتخوف أن تكون قد نزلت فى: (ان تخبط أفمالكم وأنتم لا تشعرون )(2).

وأنا رفيع الصوت على النبى أخاف أن يحبط عملى وأكون من أهل النار.. فمضى عاصم إلى رسول الله وغلب ثابتا البكاء، فأتى امرأته جميلة بنت عبد الله بن أبى سلول، فقال لها: إذا دخلت بيت فرسى فسدى على الضية بمسمار، فضربته بمسمار، حتى إذا خرجت عطفته(3، وقال: لا اخرج حتبى يتوفانى الله أو يرضى عنى رسول الله.

قلما أتى عاصم النبى، وأخبره بخبره قال: ""اذهب فادعه)).

فجاء عاصم إلى المكان الذى فيه رآه.. فلم يجده. فجاء إلى أهله فوجده فى بيت الفرس فقال له: ان رسول الله يدعوك، فقال: اكسر الضبة. فأتيا رسول الله فقال رسول الله : (اما يبكيك يا ثابت؟)). فقال: أنا صيت(4) وأخاف أن تكون هذه الآية نزلت فى فقال له رسول الله : ((أما ترضى أن تعيش سعيدا، وتقتل شهيذا، وتدخل الجنة؟)) .

(1) سورة الحجرات الآية 2.

(2) سورة الحجرات الآية 2.

(3) عطفته : أى أمالت المسمار زهادة فى الإحكام والغلق (4) قوى الصوت رفيمه.

পৃষ্ঠা ২০৯