206

============================================================

20 وهكذا أدب المريد فى ميلس الشيخ، ينبغى آن يلزم السكوت، ولا يقول شيئا بحضرته من كلام حسن إلا إذا استأمر الشيخ، ووجد من الشيخ فسحة فى ذلك.

وشأن المريد فى حضرة الشيخ كمن هو قاعد على ساحل بحر ينتظر رزقا يساق إليه: فتطلعه إلى الاستماع وما يرزق من طريق كلام الشيخ يحقق مقام ارادته وطلبه واستزادته من فضل الله.. وتطلعه إلى القول يرده عن مقام الطلب والاستزادة إلى مقام إثبات شىء.

لنفسه. وذلك جناية المريد وينيغى آن يكون تطلعه إلى مبهم من حاله يستكشف عنه بالسؤال من الشيخ.

على أن الصادق لا يحتاج إلى السؤال باللسان فى حضرة الشيخ، بل يبادئه بمسا يريد؛ لأن الشيخ يكون مستنطقا نطقه بالحق، وهو عند حضور الصادقين يرفع قليه الى الله، ويستمطر، ويستسقى لهم، فيكون لسانه وقلبه فنى القول والنطق مأخوذين الى مهم الوقت من أحوال الطالبين المحتاجين إلى ما يقتح به عليه: لأن الشيخ يعلم تطلع الطالب إلى قوله واعتداده بقوله.

والقول كالبذر يقع فى الأرض، فإذا كان البذر فاسدا لا ينبت، وفساد الكلمة بدخول الهوى فيها.

فالشيخ ينقى بذكر الكلام عن شوب الهوى، ويسلمه إلى الله، ويسأل الله المعونة والسداد، ثم يقول فيكون كلامه بالحق، من الحق، للحق.

فالشيخ للمريدين أمين الإلهام. كما أن جبريل أمين الوحى، فكما لا يخون جبريل فى الوحى لا يخون الشيخ فى الإلهام.

وكما أن رسول الله لا ينطق عن الهوى، فالشيخ مقتد برسول الله ظاهرا وباطئا، لا يتكلم بهوى النفس.

وهوى النفس فى القول بشيئين: أحدهما: طلب استجلاب القلوب وصرف الوجوه اليه، وما هذا من شأن الشيوخ:.

والثانى: ظهور النفس باستحلاء الكلام والعجب، وذلك خيانة عند المحققين.

والشيخ فيما يجرى على لسانه راقد النفس تشغله مطالعة نعم الحق فى ذلسك، فاقد الحظ من فوائد ظهور النقس بالاستحلاء والعجب، فيكون الشيخ لما يجريه الحق سبحانه وتعالى عليه مستمعا كأحد المستمعين.

পৃষ্ঠা ২০৬