============================================================
فإذا استوى قائما يحمد ويقول: ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض وملء ما شئت من شىء بعد1( ثم يقول: "أهل الثتاء والمجد أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لا أعطيت ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد).
فإن أطال فى النافلة القيام، بعد الرفع من الركوع، فليقل: (الريى الحمد) مكررا ذلسك مهما شاء فأما فى الفرض فلا يطول تطوئلا يزيد على الحد زيادة بينة.
ويقنع فى الرفع من الركوع بتمام الاعتدال بإقامة الصلب.
ورد عن رسول الله ي أنه قال: "لا ينظر الله إلى من لا يقيم صلبه بين الركوع والسجود"(1) ثم يهوى ساجدا ويكون فى هويه مكبرا مستيقظا، حاضرا خاشعا عالما بما يهوى فيه، وإليه، وله، فمن الساجدين من يكاشف أنه يهوى إلى تخوم الأرضين متغيبا فى أجزاء الملك، لامتلاء قلبه من الحياء، واستشعار روحه عظيم الكبرياء، كما ورد أن چبرائيل عليه السلام تستر بخافية من جناحه حياء من الله تعالى.
ومن الساجدين من يكاشف أنه بطوى بسجوده بساط الكون والمكان، ويسرح قليه فسى قضاء الكشف والعيان، فتهوى دون هويه أطباق السموات، وتنمحى لقوة شهوده تماثيل الكائنات، ويسجد على طرف رداء العظمة. وذاك أقصى ما ينتهى اليه طائر الهمة اليشرية. وتفى بالوصول إليه القوة الإنسانية.
وتتفاوت الأنبياء والأولياء فى مراتب العظمة، واستشعار كنهها، لكل فهم على قدره حظ من ذلك، وفوق كل ذى علم عليم.
ومن الساجدين من يتسع وعاؤه، وينتشر ضياؤه، ويحظى بالصنقين، وييسط الجناحين، فيتواضع بقلبه اجلالا، ويرفع بروحه إكراما وافضالا، فيجتمع له الأنس والهيبة، والحضور والغيبة، والفرار والقرار، والإسراء والجهاز، فيكون فى سجوده سابحا فى بحر شهوده، لم يتخلف منه عن السجود شعرة، كما قال سيد البشر فى سجوده: "اسجد لك سوادى وخيالى" (ولله يسجد من فى السموات والأرض طوغا وكزها(2) الطوع: للروح والقلب؟ لما فيهما من الأهلية، والكره: من النفس لما فيها من الأجنيية.
ويقول فى سجوده: لاسبحان ربى الأعلى) ثلاثا إلى العشر الذى هو الكمال.
(1) رواه اين ماجه (2) آية رقم 15 من سورة الرعد.
পৃষ্ঠা ১২৯