============================================================
12 فتخرج الكلمة من القرآن من لسانه ويسمعها بقلبه، فتقع الكلمة فى فضاء قلب ليس قيه غيرها. فيتملكها القلب بحسن القهم ولذيذ تعمة الإصغاء، ويتشريها بحلاوة الاستماع وكمال الوعى، ويدرك لطيف معناها وشريف فحواها معانى تلطف عن تفصيل الذكر، وتتشكل بخفى القكر. ويصير الظاهر من معانى القرآن قوت النفس، فالتفس المطمئتة متعؤضة بمعانى القرآن عن حديثها، لكونها معانى ظاهرية متوجهة إلى عالم الحكمة والشهادة، تقرب مناسبتها من النفس المكوئة لإقامة رسم الحكمة، ومعانى القرآن الباطنة التى يكاشف بها من الملكوت قوت القلب، وتخلص الروح المقدس إلى أوائل سرادقات الجبروت بمطالعة عظمة المتكلم.
وبمثل هذه المطالعة يكون كمال الاستغراق فى لجج الأشواق.
كما نقل عن مسلم ين يسار أنه صلى ذات يوم فى مسجد البصرة، فوقعت أسطوانة تسامع بسقوطها أهل السوق، وهو واقف فى الصلاة لم يعلم بذلك.
ثم إذا أراد الركوع يفصل بين القراءة والركوع، ثم يركع منطوى القامة، والنصف الأسفل بحاله فى القيام من غير انطواء الركبتين، ويجافى مرفقيه عن جنبيه، ويمد عنقه مع ظهره، ويضع راحتيه على ركبتيه منشورة الأصابع.
روى مسعد بن سعد، قال: صليت الى جنب سعد بن مالك فچعلت يدى پين ركيتى وبين فخذى وطبقتهما، قضرب بيدى وقال: اضرب بكفيك على ركبتيك، وقال: يابنى، اتا كنا ثفعل ذلك فأمرنا أن نضرب بالأكف على الركب.
ويقول: "سبحان ربى العظيم" ثلائا، وهو أدنى الكمال.
والكمال أن يقول إحدى عشرة مرة، وما يأتى به من العدد يكون بعد التمكن من الركوع، ومن غير أن يمزج آخر ذلك يالرفع ، ويرفع يديه للركوع، والرفع من الركوع ويكون فى ركوعه ناظرا نحو قدميه، فهو أقرب الى الخشوع من النظر إلى موضع السجود، وإنما ينظر إلى موضع سجوده فى قيامه، ويقول بعد التسبيح: ("اللهم لك ركعت ولك خشعت ولك آمنت ولك أسلمت، خشع لك سمعى وبصرى وعظمى ومخى وعصبى)) ويكون قلبه فى الركوع متصفا بمعنى الركوع من: التواضع ، والإخبات).
ثم يرفع رأسه قائلا: "سمع الله لمن حمده" عالما بقلبه ما يقول.
عوارف المعارف جه
পৃষ্ঠা ১২৮