============================================================
وربها صار ذلك عبادة بحسن النية إذا نوى به استجمام(1) النفس، كما نقل عن أبى الدرداء أنه قال: اتى لأستجم نفسى بشىء من الباطل ليكون ذلك عوئا لى على الحق.
ولموضع الترويح كرهت الصلاة فى أوقات ليستريح غمال الله، وترتفق(2) النفوس ببعض مآربها من : ترك العمل وتستطيب أوطان المهل.
والآدمى يتركيبه المختلف، وترتيب خلقه المتنؤع بتنوع أصول خلقته- وقد سبق شرحه فى غير هذا الباب - لا تفى قواه بالصبر على الحق الصرف، فيكون التفسح فى أمثال ما ذكرناه من المباح الذى ينزع إلى لهو ما باطلا يستعان به على الحق؛ فإن المباح وإن لم يكن باطلا فى صيغة الشرع - لأن حد المباح ما استوى طرفاه واعتدل جاتياه - ولكته باطل بالنسبة إلى الأحوال.
ورأيت فى بعض كلام سهل بن عبد الله (4 يقول فى وصفه للصادق.
الصادق يكون جهله فريذا لعلمه ، وباطله فريذا لحقه، ودنياه مزيدا لآخرته؛ ولهذا المعنى حبب إلى رسول الله النساء، ليكون ذلك خسط نفسه الشريفة الموهوب لها حظوظها، الموفر4) عليها حقوقها لموضع طهارتها وقد سها؛ فيكون ما هو نصيب للباطل الصرف فى حق الغير من المباحات المقبولة يرخصة الشرع المردودة يعزيمة الحسال فى متسييا بسمة العبادات.
وقد ورد فى فضيلة النكاح ما يدل على أنه عبادة، ومن ذلك من طريق القياس اشتماله على المصالح الدينية والدنيوية على ما أطنب فى شرحه الفقهاء فى مسألة التخلى لنوافل العبادات، فإذن يخرج هذا الراقص بهذه النية المتيرى من دعوى الحال فى ذلك من إتكار المنكر، فيكون رقصه لا عليه ولا له، وربما كان رقصه بحسن النية فى الترويح يصير عبادة، سيما إن أضمر فى نفسه فرحا بربه ونظر إلى شمول رحمته وعطفه.
(1) استرواح.
(2) الرفق ضد العنف ورفقت به وارتفعت بمعننى واحد.
(3) هو أبو محمد مهل بن عبد الله التسترى أحد ائمة الصوفية حفظ القرآن وهو ابن سيع سنين، وكان يسأل عن دقاتق الزهد والورع وفقه العبادة وهو ابن عشر فيحسن الاجابة، وكان صاحب كرامات، كوفى ستة: 283ه ومن أقواله: ما أعطى أحمد شيئا افضل من علم بستزيد يه افتقارا إلى الله.
(4) المعجل
পৃষ্ঠা ১২