واخترت أنا الحسين عليه السلام.
فقال له محمد بن علي: أنت إمامي وسيدي [وأنت وسيلتي إلى محمد والله لوددت أن نفسي قد ذهبت قبل أن اسمع منك هذا الكلام] 1 ألا وإن في رأسي كلاما لا تنزفه الدلاء ولا تغيره نغمة 2 الرياح، كالكتاب المعجم في الرق المنمنم أهم بابدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل وما جاءت به الرسل وإنه لكلام يكل به لسان الناطق، ويد الكاتب [حتى لا يجد قلما، ويؤتوا بالقرطاس حمما] 3 ولا يبلغ فضلك، وكذلك يجزي الله المحسنين ولا قوة إلا بالله.
الحسين عليه السلام أعلمنا علما وأثقلنا حلما وأقربنا من رسول الله صلى الله عليه وآله رحما، كان (فقيها) إماما 4 قبل أن يخلق ، وقرأ الوحي قبل أن ينطق، ولو علم الله أن أحدا خير منا ما اصطفى محمدا، فلما اختار محمدا واختار محمد عليا 5 إماما واختارك علي [من] بعده واخترت الحسين عليه السلام [من] بعدك، سلمنا ورضينا بمن هو الرضا، وبمن نسلم به من المشكلات 6.
توضيح: قوله " فقال: الله " أي لا تحتاج إلى أن أذهب وأرى فإنك بعلومك الربانية أعلم بما أخبرك بعد النظر ويحتمل أن يكون المراد بالنظر، النظر بالقلب بما علموه من ذلك، فإنه كان من أصحاب الاسرار فلذا قال: أنت أعلم به مني من هذه الجهة، ولعل السؤال لأنه كان يريد أولا أن يبعث غير قنبر لطلب ابن الحنفية، فلما لم يجد غيره بعثه.
ويحتمل أن يكون أراد بقوله " مؤمنا " ملك الموت عليه السلام، فإنه كان يقف و يستأذن للدخول عليهم فلعله أتاه بصورة بشر فسأل قنبرا عن ذلك ليعلم أنه يراه أم لا، فجوابه حينئذ إني لا أرى أحدا وأنت أعلم بما تقول، وترى مالا أرى، فلما علم أنه الملك بعث
পৃষ্ঠা ৭৯