عوالي مسلم
أربعون حديثا منتقاة من صحيح مسلم
جمع وانتقاء
الحافظ أبي الفضل بن حجر العسقلاني
المتوفى سنة ٨٥٢ هـ
تحقيق
كمال يوسف الحوت
تقديم
الشيخ محمد كنعان
قاضي بيروت الشرعي
مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة الثانية
١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م
অজানা পৃষ্ঠা
مقدمة المصنف
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قال شيخنا شيخ الإسلام، حافظ العصر وحاكم الأنام، أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، الشافعي -رحمه الله تعالى-.
أما بعد حمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فهذه أربعون حديثًا انتقيتها من صحيح مسلم بن الحجاج هي من العزيز الذي علا مسلم البخاري برجلٍ في كل إسناد منها.
إما أن يروي مسلم عن رجل حديثًا ويكون البخاري قد روى ذلك الحديث بعينه عن ذلك الرجل [بعينه] بواسطة بينه وبينه.
وإما أن يتفق معه في الشيخ الثالث للبخاري، وهو الثاني له، أو يتفق معه في
1 / 65
الرابع، وهو الثالث له.
وعلى نظير ذلك كله أكثر هذه الأربعين.
والله الموفق والمعين. وأسأله أن ينفعنا بذلك، وأن يتحفنا بالمطالب من انقاذنا من المهالك، إنه على كل شيء قدير.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي فقيه الحرم أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي، أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج قال:
1 / 66
الحديث الأول
١- وحدثني أحمد بن حنبلٍ، ثنا معتمر بن سليمان، عن كهمسٍ، عن ابن بريدة، عن أبيه -رضي الله تعالى عنه- أنه ⦗٦٨⦘ غزا مع رسول الله ستة عشر غزوةً.
أخرجه البخاري في المغازي من صحيحه: عن أحمد بن الحسن الترمذي، صاحب الإمام أحمد بن حنبل، عن أحمد. فوقع بدلًا. فكأنه سمعه من مسلمٍ.
1 / 67
الحديث الثاني
٢- وبالإسناد إلى ابن سفيان، ثنا مسلم، وثنا داود بن رشيدٍ، ثنا الوليد بن مسلمٍ، عن محمد بن مطرف أبي غسان المدني، عن زيد بن أسلم، عن علي بن حسينٍ، عن سعيد بن مرجانة، ⦗٧٠⦘ عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن رسول الله ﷺ قال: «من أعتق رقبةً أعتق الله بكل عضوٍ منها عضوًا من أعضائه من النار حتى فرجه بفرجه» .
أخرجه البخاري في الكفارات من صحيحه: عن محمد بن عبد الرحيم (المعروف بصاعقة)، عن داود بن رشيد بهذا الإسناد. فكأنه سمعه من مسلم، [أخرجه في العتق] .
1 / 69
الحديث الثالث
٣- وبه إلى مسلم حدثنا عبيد الله بن معاذٍ العنبري، أنا أبي، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن المنكدر قال: ⦗٧٢⦘ رأيت جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- يحلف بالله أن ابن صائد الدجال، فقلت: تحلف بالله؟! قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي ﷺ فلم ينكره النبي ﷺ.
أخرجه البخاري في الاعتصام من صحيحه: عن حماد بن حميدٍ، عن عبيد الله بن معاذٍ [به] .
⦗٧٣⦘
[أخرجه في اليقين] . فكأنه سمعه من مسلم.
1 / 71
الحديث الرابع
٤- وبه ثنا عبيد الله بن معاذٍ [العنبري] ثنا أبي، ثنا شعبة، عن عبد الحميد الزيادي أنه سمع أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- يقول: قال أبو جهلٍ: «اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك [﴿فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم﴾]، [الآية] . فنزلت ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون [وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام]﴾ إلى آخر الآية.
أخرجه البخاري في التفسير من صحيحه: عن أحمد بن النضر ⦗٧٥⦘ المروزي وأخيه محمد بن النضر، كلاهما: عن عبيد الله بن معاذٍ، بهذا الإسناد.
[أخرجه في ذكر المنافقين والكفار] . فكأنه سمعه من مسلم.
1 / 74
الحديث الخامس
٥- وبه حدثني أبو الربيع سيلمان بن داود العتكي، ثنا حماد (يعني ابن زيد)، أنا ثابت عن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- قال: كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة، وما شرابهم إلا الفضيخ، البسر والتمر؛ فإذا منادٍ ينادي فقال: اخرج فانظر، فخرجت فإذا منادٍ ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت! قال: فجرت في سكك المدينة، فقال لي أبو طلحة: اخرج فأهرقها فهرقتها، فقالوا، أو ⦗٧٧⦘ قال بعضهم: قتل فلانٌ قتل فلانٌ وهي في بطونهم. قال: فلا أدري هو من حديث أنسٍ؟ فأنزل الله ﷿: ﴿ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات﴾ .
أخرجه البخاري عن محمد بن عبد الرحيم عن عفان عن حمادٍ [به] .
فكأنه سمعه من مسلم [أخرجه في الأشربة] .
1 / 76
الحديث السادس
٦- وبه حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب؛ ثنا سليمان (يعني ابن بلالٍ)، عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن، أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث: أن أبا هريرة وأبا سعيد -رضي الله تعالى ⦗٧٩⦘ عنهما- حدثاه: أن رسول الله ﷺ بعث أخا بني عدي الأنصاري فاستعمله على خيبر فقدم بتمرٍ جنيبٍ، فقال له رسول الله ﷺ: أكل تمر خيبر هكذا؟ قال: لا والله يا رسول الله، إنا لنشتري الصاع بالصاعين من الجمع. فقال رسول الله ﷺ: لا تفعلوا، ولكن مثلًا بمثلٍ أو بيعوا هذا واشتروا بثمنه من هذا، وكذلك الميزان.
أخرجه البخاري من طرق. منها من هذا الوجه: عن إسماعيل بن أبي أويسٍ، عن أخيه أبي بكرٍ، عن سليمان بن بلالٍ [به] .
⦗٨٠⦘
فكأنه سمعه من مسلم [أخرجه في البيوع] .
1 / 78
الحديث السابع
٧- وبه ثنا شيبان بن فروخ، ثنا جرير بن حازمٍ، ثنا قتادة قال: قلت لأنس بن مالكٍ ﵁: كيف كان شعر رسول الله ﷺ؟ قال: كان شعرًا رجلًا ليس بالجعد ولا بالسبط بين أذنيه وعاتقيه.
أخرجه البخاري في اللباس: عن عمرو بن علي، عن وهب بن جريرٍ، عن أبيه، به.
⦗٨٢⦘
فكأنه سمعه من مسلمٍ [أخرجه في صفة النبي ﷺ] .
1 / 81
الحديث الثامن
٨- وبه حدثنا يحيى بن يحيى، ثنا معاوية بن سلام (بن أبي سلام الدمشقي)، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، أن أبا قلابة أخبره أن ثابت بن الضحاك ﵁ أخبره أنه بايع رسول الله ﷺ ⦗٨٤⦘ تحت الشجرة [وأن رسول الله ﷺ، قال: من حلف على يمينٍ بملةٍ غير الإسلام كاذبًا فهو كما قال. ومن قتل نفسه بشيءٍ عذب به يوم القيامة وليس على رجلٍ نذرٌ في شيء لا يملكه] .
أخرجه البخاري في المغازي: عن إسحاق، عن يحيى بن صالحٍ، عن معاوية بن سلامٍ، [به] .
فكأنه سمعه من مسلم [أخرجه في الفضائل] .
1 / 83
الحديث التاسع
٩- وبه حدثنا يحيى بن بشرٍ الحريري، ثنا معاوية [يعني ابن سلامٍ]، عن يحيى بن أبي كثيرٍ: أن يعلى بن حكيمٍ أخبره: أن سعيد بن جبيرٍ أخبره: أنه سمع ابن عباس ﵄ قال: إذا حرم الرجل عليه امرأته فهي يمينٌ يكفرها. وقال: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ﴾ .
⦗٨٦⦘
رواه البخاري في الطلاق من صحيحه: عن الحسن بن الصباح، عن الربيع بن نافعٍ، عن معاوية بن سلاٍمٍ، به. والمعنى متقارب.
فكأنه سمعه من مسلم [أخرجه في الطلاق] .
1 / 85
الحديث العاشر
١٠- وبه حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وعبد الله بن عون الهلالي، قال يحيى: أنا، وقال ابن عون: ثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفرٍ ﵄ قال: رأيت رسول الله ﷺ يأكل القثاء بالرطب.
أخرجه البخاري عن جماعةٍ من أصحاب إبراهيم بن سعدٍ.
⦗٨٨⦘
وأخرجه أيضًا عن محمد بن مقاتلٍ، عن عبد الله بن المبارك عن إبراهيم، به.
فكأنه من هذا الوجه سمعه من مسلم.
1 / 87
الحديث الحادي عشر
١١- وبه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو الأحوص سلام بن سليمٍ، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، عن معاذ بن ⦗٩٠⦘ جبلٍ ﵁ قال: كنت ردف رسول الله ﷺ على حمارٍ (يقال له: عفيرٌ) . قال: يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا. وحق العباد على الله ﷿ أن لا يعذب من لا يشرك به (شيئًا)؛ قال: قلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا.
أخرجه البخاري في الجهاد من صحيحه: عن إسحاق بن ⦗٩١⦘ إبراهيم، عن يحيى بن آدم، عن (أبي) الأحوص، به.
فكأنه سمعه من مسلمٍ.
1 / 89
الحديث الثاني عشر
١٢- وبه حدثني أبو الربيع سليمان بن داود، ثنا محمد بن حربٍ، حدثني محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن عروة بن ⦗٩٣⦘ الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، زوج النبي ﷺ[أن رسول الله ﷺ] قال لجاريةٍ في بيت أم سلمة [زوج النبي ﷺ] رأى بوجهها سفعةً فقال: بها نظرةٌ، فاسترقوا لها.
يعني بوجهها صفرةٌ.
أخرجه البخاري في الطب: عن محمد بن خالدٍ -يعني محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالدٍ الذهلي- عن محمد بن وهب ⦗٩٤⦘ ابن عطية الدمشقي، عن محمدٍ بن حربٍ، بهذا الإسناد.
فكأنه سمعه من مسلم [أخرجه في الطب] .
1 / 92
الحديث الثالث عشر
١٣- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، ثنا شعبة، عن أبي التياح قال: سمعت أبا زرعة، عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: يهلك أمتي هذا الحي من قريشٍ، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم.
أخرجه البخاري في علامات النبوة: عن محمد بن عبد الرحيم، ⦗٩٦⦘ عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي أسامة، [به] .
فكأنه سمعه من مسلم [أخرجه في الفتن] .
1 / 95
الحديث الرابع عشر
١٤- حدثنا هناد بن السري، ثنا ابن المبارك، عن حيوة بن شريحٍ، قال: سمعت ربيعة بن يزيد الدمشقي يقول: أخبرني أبو إدريس عائذ الله الخولاني، قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني ﵁ يقول: أتيت رسول الله ﷺ فقلت: يا رسول الله إنا بأرض قومٍ ⦗٩٨⦘ من أهل الكتاب نأكل في آنيتهم، وأرض صيدٍ أصيد بقوسي، وأصيد بكلبي المعلم، أو بكلبي الذي ليس بمعلمٍ فأخبرني ما الذي يحل لنا من ذلك؟ قال: «أما ما ذكرت أنكم بأرض قومٍ من أهل الكتاب تأكلون في آنيتهم؛ فإن وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا فاغسلوها ثم كلوا فيها. وأما ما ذكرت أنك بأرض صيدٍ فما أصبت بقوسك فاذكر اسم الله ثم كل، وما أصبت بكلبك المعلم فاذكر اسم الله ثم كل، وما أصبت بكلبك الذي ليس بمعلمٍ فأدركت ذكاته فكل» .
أخرجه البخاري من طرقٍ، منها: عن أحمد بن أبي ⦗٩٩⦘ رجاء، عن سلمة بن سليمان، عن ابن المبارك، به.
فكأنه سمعه من مسلم [أخرجه في الذبائح] .
1 / 97
الحديث الخامس عشر
١٥- وبه، وحدثنا يحيى بن يحيى، أنا خالد بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة قال: أخبرني أبو المليح [قال: دخلت مع أبيك] على عبد الله بن عمرو، فحدثنا أن رسول الله ﷺ ذكر له ⦗١٠١⦘ صومي، فدخل علي، فألقيت له وسادةً من أدمٍ، حشوها ليفٌ، فجلس على الأرض، وصارت الوسادة بيني وبينه فقال لي: أما يكفيك من كل شهرٍ ثلاثة أيامٍ؟!. قلت: يا رسول الله، قال: خمسًا، قلت: يا رسول الله. قال: سبعًا: قلت: يا رسول الله. قال: تسعًا، قلت: يا رسول الله، قال: أحد عشر، قلت: يا رسول الله، فقال النبي ﷺ: لا صوم فوق صوم داود شطر الدهر صيام يومٍ وإفطار يومٍ.
أخرجه البخاري في الاستيذان: عن عبد الله بن محمدٍ، عن عمرو بن عونٍ، عن خالد بن عبد الله، عن خالد الحذاء، به.
⦗١٠٢⦘
فكأنه سمعه من مسلم [أخرجه في الصوم] .
1 / 100
الحديث السادس عشر
١٦- وبه، حدثنا يحيى بن يحيى، وشيبان بن فروخ، كلاهما عن عبد الوارث، قال يحيى: أنا عبد الوارث بن سعيدٍ، عن أبي التياح الضبعي ثنا أنس بن مالكٍ ﵁ أن رسول الله ﷺ قدم المدينة فنزل في علو المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوفٍ، فأقام فيهم أربع عشرة ليلةً، ثم إنه أرسل ملإ بني النجار، فجاءوا متقلدين بسيوفهم قال: فكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ على راحلته وأبو بكرٍ ردفه، وملأ بني النجار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيوب، قال: فكان رسول الله ﷺ يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم. ثم إنه أمر بالمسجد. قال: فأرسل إلى ملإ بني النجار فجاؤوا، فقال: يا بني النجار، ثامنوني بحائطكم هذا، قالوا: لا، والله ⦗١٠٤⦘ لا نطلب ثمنه إلا إلى الله. قال أنس: فكان فيه ما أقول كان فيه نخلٌ وقبور المشركين وخربٌ، فأمر رسول الله ﷺ بالنخل فقطع وبقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت. قال: فصفوا النخل قبلةً، وجعلوا عضادتيه حجارةً قال: فكانوا يرتجزون ورسول الله ﷺ معهم، وهم يقولون:
اللهم إنه لا خير إلاخير الآخرة فانصر الأنصار والمهاجرة.
أخرجه البخاري بتمامه في الهجرة.
وأخرج بعضه في الوصايا: عن إسحاق بن منصور، عن عبد الصمد بن الوارث، عن أبيه، بهذا الإسناد.
⦗١٠٥⦘
فكأنه سمعه من مسلمٍ [أخرجه في الصلاة] .
1 / 103
الحديث السابع عشر
١٧- وبه حدثنا شيبان بن فروخ، ثنا همام، ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة: أن أبا هريرة -رضي الله تعالى عنه- حدثه أنه سمع النبي ﷺ يقول: «إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى فأراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكًا.
فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لونٌ حسنٌ، وجلدٌ حسنٌ، ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس عليه. قال: ⦗١٠٧⦘ فمسحه، فذهب عنه قذره، وأعطي لونًا حسنًا، وجلدًا حسنًا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل، أو قال البقر، شك إسحاق، إلا أن الأبرص أوالأقرع قال أحدهما: الإبل، وقال الآخر: البقر - قال فأعطي ناقةً عشراء. فقال: بارك الله لك فيها.
قال: فأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعرٌ حسنٌ، ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس عليه. قال: فمسحه فذهب عنه. قال: وأعطي شعرًا حسنًا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأعطي بقرةً حاملًا فقال: بارك الله لك فيها.
قال: فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال: فمسحه فرد الله إليه بصره.
قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شاةً والدًا.
فأنتج هذان، وولد هذا. قال: فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم.
قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجلٌ مسكينٌ، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم ⦗١٠٨⦘ بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن والمال، بعيرًا أتبلغ عليه في سفري. فقال: الحقوق كثيرةٌ. فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيرًا، فأعطاك الله؟! فقال: إنما ورثت هذا كابرًا عن كابرٍ. فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت.
قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد على هذا، فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت.
قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال: رجلٌ مسكينٌ، وابن سبيلٍ انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك، بالذي رد عليك بصرك، شاةً أتبلغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى، فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت ودع ما شئت. فوالله لا أجهدك اليوم شيئًا أخذته لله. فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي عنك، وسخط على صاحبيك.
⦗١٠٩⦘
أخرجه البخاري في ذكر بني إسرائيل: عن أحمد بن إسحاق، عن عمرو بن عاصمٍ، عن همامٍ، به.
وكأنه سمعه من مسلمٍ [أخرجه في أواخر الكتاب] .
1 / 106