عن النبي صلى الله عليه وآله قال " لتائين على امتي أربع فتن: الاولى تستحل فيها الدماء. والثانية تستحل فيها الدماء والاموال. والثالثة تستحل فيها الدماء والاموال والفروج. والرابعة صماء عمياء مطبقة، تمور مور السفينة في البحر، حتى لا يجد أحد من الناس ملجأ. تطير بالشام، وتغشى العراق، وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها. يعرك الانام فيها البلاء عرك الاديم، لايستطيع أحد أن يقول فيها مه مه ! لا ترفعونها من ناحية إلا انفتقت من ناحية أخرى " الملاحم والفتن ص 17 وغيره. وفي رواية " إذا ثارت فتنة فلسطين تردد في الشام تردد الماء في القربة، ثم تنجلي حين تنجلي وأنتم قليل نادمون " ابن حماد ص 63، وسنذكره في دور اليهود في عصر الظهور. وفي رواية " تطيف بالشام، وتغشى العراق، وتعرك الجزيرة " ابن حماد - ص 9، وفي رواية أخرى " ثم تكون فتنة كلما قيل انقطعت تمادت، حتى لا يبقى بيت إلا دخلته، ولا مسلم لا صكته، حتى يخرج رجل من أهل بيتي " ابن حماد - ص 10. نلاحظ في هذا الحديث الشريف والاحاديث الكثيرة المشابهة له عدة صفات لهذه الفتنة، التي هي الرابعة بحسب هذه الرواية والاخيرة بحسب كل الروايات: أولا: أن أخبارها بلغت حد التواتر الاجمالي في مصادر الشيعة أو السنة، بمعنى أنه قد رواها رواة عديدون بالمعنى وإن اختلفت ألفاظ رواياتهم، بحيث يحصل العلم للمتأمل أن مضمون هذه الاخبار قد صدر عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته (ع). ثانيا: أنها فتنة عامة شاملة لكل أوضاع المسلمين الامنية والثقافية والاقتصادية، حيث تستحل فيها المحارم كلها كما في حديث آخر أيضا، وحيث أنها " صماء عمياء " أي لا تسمع حتى تدفع بالكلام، ولا ترى فتميز بين أحد وآخر، بل تشمل الجميع وتطبق عليهم، وتدخل كل بيت وتصك
--- [ 36 ]
পৃষ্ঠা ৩৫