خليفته، ويستمر اختلافهم إلى ظهور المهدي عليه السلام " اما إنه إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم إنشاء الله، ويذهب ملك السنين، ويكون ملك الشهور والايام. قال أبو بصير فقلت: يطول ذلك ؟ قال: كلا ". ويتحول الخلاف بعد مقتل هذا الملك إلى صراع بين قبائل الحجاز " إن من علامات الفرج حدثا يكون بين الحرمين. قلت وأي شئ يكون الحدث ؟ فقال: عصبية تكون بين الحرمين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا " أي يقتل شخص خمسة عشر زعيما أو شخصية، من القبيلة المعادية له، أو من أبناء زعيم معروف معادين له. في هذه الاثناء تبدأ آيات ظهور المهدي عليه السلام، ولعل أعظمها النداء من السماء باسمه في الثالث والعشرين من شهر رمضان " قال سيف بن عميرة: كنت عند أبي جعفر المنصور فقال ابتداء: يا سيف بن عميرة لابد من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب. فقلت: جعلت فداك يا أمير المؤمنين، تروي هذا ؟ قال: إي والدي نفسي بيده، لسماع أذني له. فقلت له: يا أمير المؤمنين إن هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا ! قال ياسيف، إنه لحق، فإذا كان ذلك فنحن أول من يجيب، أما إنه نداء إلى رجل من بني عمنا. فقلت: رجل من ولد فاطمة عليها السلام ؟ قال: نعم يا سيف، لولا اني سمعته من أبي جعفر محمد بن علي ولو يحدثني به أهل الارض كلهم ما قبلته منهم، ولكنه محمد بن علي ". بعد هذا لنداء السماوي يبدأ المهدي عليه السلام بالاتصال ببعض حوارييه وأنصاره، ولكن بشكل سري، ويكثر الحديث منه في العالم ويلهج الناس بذكره " ويشربون حبه " كما تذكر الاحاديث، ويتخوف أعداؤه من
--- [ 22 ]
পৃষ্ঠা ২১