নবজাগরণ: একটি খুব সংক্ষিপ্ত ভূমিকা
عصر النهضة: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
بعيدا عن شئون المجمع الرسمية، استكشفت الوفود بحماس الإنجازات الفكرية والثقافية لبعضها البعض. فكان اليونانيون معجبين بإنجازات برونليسكي المعمارية وبتماثيل دوناتيلو، وباللوحات الجصية لكل من مازاتشو وفرا أنجيليكو. كما انبهر الفلورنسيون بالمجموعة الرائعة من الكتب الكلاسيكية التي أحضرها يوحنا الثامن وحاشيته المثقفة معهم من القسطنطينية. وكانت هذه المجموعة تضم مخطوطات من أفلاطون وأرسطو وبلوتارخ وإقليدس وبطليموس، ونصوصا كلاسيكية أخرى كان «من الصعب الوصول إليها» في إيطاليا حسب وصف باحث حسود. أما الوفد المصري فقدم للبابا مخطوطة عربية للأناجيل ترجع إلى القرن العاشر، وأهداه الوفد الأرمني مخطوطات مزخرفة ترجع للقرن الثالث عشر عن الكنيسة الأرمنية التي كانت تعكس تراثها المنغولي والمسيحي والإسلامي المختلط. كما نشر الوفد الإثيوبي كتب مزامير من القرن الخامس عشر مكتوبة بالإثيوبية ومستخدمة في الكنائس عبر أرجاء شمال شرق أفريقيا.
بعد عشرين عاما من اجتماع المجمع، أكمل بينوتزو جوتزولي لوحاته الجصية في قصر ميديتشي التي كانت تحتفي بدور عائلة ميديتشي في تقريب الكنائس الشرقية والغربية. وفي لوحات جوتزولي، أصبح يوحنا الثامن ويوسف الثاني ولورينزو ميديتشي هم المجوس الثلاثة. ولأسباب سياسية مول كوزيمو ميديتشي - سلف لوينزو - المجمع بأكمله. فقد كانت عائلة ميديتشي تتفاوض بخصوص الوصول التجاري إلى القسطنطينية طوال ثلاثينيات القرن الخامس عشر، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق إلا في أغسطس 1439 للتعبير عن شكر يوحنا الثامن لضيافة كوزيمو السخية طوال فترة عقد مجمع فلورنسا. ولم يكن عمل كوزيمو التقي المتمثل في التضحية المادية لصالح الكنيسة في واقع الأمر سوى خدعة بارعة. فقد ظل يوجينيوس مدينا بنقود لعائلة ميديتشي، وتوضح لوحات جوتزولي الجصية أن العائلة كانت تعتبر اشتراكها في توحيد الكنيستين أهم حتى من توسط البابا.
شكل 3-1: لوحة بينوتزو جوتزولي الجصية «توقير المجوس»: محاولة فنية من جانب عائلة ميديتشي لنسبة الفضل لنفسها في توحيد الكنيستين الشرقية والغربية.
1
وأخيرا، في 6 يوليو 1439، تم التوقيع على مرسوم الاتحاد بين الكنيستين. وقد كان المرسوم يحتفي بأن «الجدار الذي كان يفصل الكنيسة الشرقية عن الكنيسة الغربية قد انهار، وأن السلام والوئام قد عادا» لكن ذلك الاحتفال كان قصير العمر. ففي القسطنطينية ، تعرض الاتحاد للرفض من جانب الجماهير التي أثارها أعضاء الكنيسة الشرقية، بينما أظهرت الإمارات الإيطالية معارضتها برفضها المستمر لتقديم المساعدة العسكرية لمعاونة البيزنطيين في صراعهم ضد العثمانيين. ومع سقوط القسطنطينية في يد محمد الثاني في مايو 1453، وصل الاتحاد إلى نهاية دموية شائنة.
كان عقد مجمع فلورنسا من اللحظات الحاسمة في عصر النهضة. فبصفته قمة دينية كان فاشلا، حيث سحق الآمال الباباوية في تعزيز سلطتها الإمبراطورية من خلال الاتحاد مع الكنيسة الشرقية. لكن بصفته حدثا سياسيا وثقافيا، فقد كان يمثل انتصارا. فقد سمح للولايات الإيطالية بتحدي السلطة الباباوية الضعيفة، وبتقوية العلاقات التجارية مع الشرق. وكانت العائلات الحاكمة تتلاعب ببراعة بدورها في المجمع، وذلك من خلال أغراض فنية فخمة مثل لوحة جوتزولي التي أكدت على دور عائلة ميديتشي الرائد في التوصل إلى مرسوم الاتحاد. وعلى المستوى الثقافي، كان لانتقال النصوص الكلاسيكية والأفكار والأغراض الفنية من الشرق إلى الغرب، الذي حدث أثناء انعقاد المجمع؛ تأثير حاسم فيما بعد على الفن والثقافة في إيطاليا في أواخر القرن الخامس عشر.
عامة الشعب
ماذا عن حقيقة الالتزام الديني في الحياة اليومية من جانب ملايين الأشخاص في أرجاء أوروبا الذين كانوا يترددون على الكنائس بانتظام ويعتبرون أنفسهم مسيحيين؟ سيكون من المثالي الاعتقاد بأن الجدل الدائر حول السلطة الباباوية والتفسير النصي كان له تأثير كبير على الكثير من هؤلاء الناس. فالكنيسة كانت جزءا من نسيج الحياة اليومية بالنسبة لمعظم الأفراد، وكان هذا يعني أن التمييز بين المقدس والدنس أصبح في الغالب غير واضح. كانت الكنائس تستخدم للاحتفالات والاجتماعات السياسية وتناول الطعام وتجارة الخيول، بل وحتى تخزين بضائع التجار ونفائسهم. وكان رجال الدين في كل مكان. وبحلول عام 1550، كانت فلورنسا تفتخر بوجود أكثر من 5 آلاف رجل دين من بين تعداد سكان قدره 60 ألف نسمة. ونظرا لأنهم كانوا يتلقون تعليما سيئا وأجورا ضعيفة، فقد كانوا يعملون في الغالب بنائين وتجار خيول وتجار ماشية ويحرسون المحبين والأطفال ويحملون الأسلحة.
من الناحية النظرية، كانت الكنيسة الكاثوليكية بمثابة التجلي الأرضي لتجسد المسيح؛ فهي القائم بدور الوسيط بين الرب والأفراد، وكانت مسئولة حصريا عن منح نعمة الله من خلال الأسرار؛ أي المعمودية والتثبيت (الميرون) والتناول والتوبة والكهنوت والزواج والمسحة المقدسة. وطبقا لنظرية استحالة الشكلين، كان الكاهن يملك القدرة الإعجازية (أو السحرية كما يجادل البعض) لتحويل خبز وخمر التناول إلى جسد ودم المسيح الحقيقيين. وبدون شفاعة الكنيسة والكاهن، لم يكن الفرد يملك اتصالا مباشرا مع الرب. وفي تنفيذ تلك الأسرار، كان الكاهن وحده يجعل الرب في اتصال مباشر مع شعب الكنيسة. وكان ذلك الدور التوسطي هو ما يجعل من الكنيسة تلك المؤسسة القوية.
ومن الناحية العملية، كان الاهتمام العام الأكثر حماسة في الالتزام الديني يدور حول ما أطلق عليه أحد المؤرخين اتقاد «الشهية للأمور الإلهية». وكانت «معجزات» الأسرار تفسر في الغالب كأعمال سحرية؛ مما أدى إلى تبني مجموعة من الممارسات الشائعة، بدءا من العبادة الحماسية للرفات والقديسين والصور، إلى الاستخدام الخرافي للماء المقدس وسر التناول والزيت المقدس. ورغم أن مثل تلك الممارسات السحرية كانت تناقض الرأي الديني القويم، فقد كانت الكنيسة غالبا ما تتغاضى عن مثل تلك الانتهاكات، في غمار لهفتها لتعزيز القوة الروحانية للكنيسة وسلطتها.
অজানা পৃষ্ঠা