ما زالت أمونة تقول لها: إنك تبعثرين مالك بغير حساب.
فتقول عين متضايقة: إنه مال الله.
فتقول أمونة بامتعاض يشوه حسن وجهها: مدى علمي أنه مالك أنت يا أختي!
فتقول ساخرة: لا نملك في الواقع إلا قبضتين من تراب. - لم تحبين سيرة الموت؟ - ربما لأنه يرافقنا في كل خطوة. هل ينقصك شيء؟ - أنت الخير والبركة، ولكنني أتحسر على المال الضائع.
فتنظر إلى سجادة صغيرة معلقة بالجدار تعكس نقوشها قبة المسجد الأقصى وتهتف: اللهم فاشهد.
ثم ترنو إلى أمونة قائلة: أهو ضائع المال الذي يجبر الخاطر ويطعم الجائع ويسند العاجز ويبهج الطفل؟! - دليني على ثري أو ثرية ...
فتقاطعها: حسبك، حديثك ينغص علي الصفاء.
لكنها دائما ترجع إلى ذلك الحديث كما يرجع الحمار إلى حظيرته بلا مرشد. لذلك فهي لا تشك في أن مولد عزت كان صخرة تحطمت عليها أمواج الجشع، غير مولده الموازين والحسابات. وجاءته أم سيدة بالبخور السوداني الموصوف لتلك الأحوال وهي تقول: الأقارب عقارب!
وترضى عين عما تفعل صديقة العمر وتسألها: أتدرين ما هو سر السعادة في هذه الدنيا؟ - ربنا يسعدك دائما وأبدا. - عندما لا نأخذ من المال إلا ما يحفظ الحياة! •••
ويقول الراوي: إنه في ليلة القدر من رمضان زارتها أمونة، ساحبة بيدها صغيرتها إحسان ذات الأربعة الأعوام، وعندما جلستا في الفراندة عقب الإفطار، قالت لها عين برجاء: تجنبي ما يسبب لي الكدر.
অজানা পৃষ্ঠা