وقمت بذلك، بكل ما لدي من قوة وبكل ثقلي، ضربت برجلي على عضوه التناسلي، عندما حاول أن ينهض ضربته مرة أخرى في وجهه، ثم أخرى ثم أخرى، لم أترك له مجالا للنهوض، كان صامتا وهو يضع كلتا يديه على أعضائه التناسلية، ثم غاب عن الوعي، لكني لم أقف عن الضرب، كنت خائفة من أن يعود للحياة في أي لحظة ويقتلني، بحثت عن شنطتي أو بنطلوني لم أجدهما، رأيت حذائي يقبع ليس ببعيد عن الموضع، حيث كان يرتديه، بضربة واحدة للحذاء على الأرض اندفع كيس الزرنيخ للخارج، فأخذته بسرعة بالغة، سكبته في كوب الخمرة وأفرغت كل محتوياته في فمه، فابتلعه في صمت.
يبدو أن صراخهما كان عاليا جدا، بل ومرعبا، أضاف إليه الصدى بعدا شيطانيا آخر؛ لأنني كنت خائفة ومشغولة بقتله، فما كنت أسمع غير شخيره، ما كنت أرى غير الشرر البذيء الذي يتطاير من عينيه اللتين تموتان ببطء، غير شفتيه اللتين تمتصان الزرنيخ، غير مقاومته الأخيرة، عندما همد، توقف نهائيا عن التنفس، غمرتني طمأنينة باردة لزجة سرت في أوصالي كدبيب سم لئيم، حينها انتبهت لهما؛ البنتان البائستان الحزينتان الخائفتان العاريتان؛ بائستان، كانتا قد التفتا على بعضيهما كثعبانين كبيرين في هياج التزاوج، وقد اتخذتا أقصى ركن في الزنزانة القاسية التي صنعها لهما في إتقان، كانتا تصرخان في آن واحد وهما تلتصقان على السيخ القاسي، تهتفان بكلمة واحدة: لا لا لا لا لا لا لا لا.
مكررة وداوية يعبث بها الصدى المخبول.
قلت لهما في نشوة من انتصرت، لكنها لا تخلو من الخوف، بصوت لا أدري من أين خرج، في الحق كنت أحس به يخرج من استي مباشرة، أو ربما كانت تصحبه ضرطة لم أسمعها: قتلته، الحقير، ريحتكم منو، يلا، يلا اطلعوا، أنتو حرات.
وصرخت بأعلى صوتي: حرات حرات حرات!
قالت لي سوسن دون أن تنظر إلي: لأ، دا ما بيموت، حيحيا تاني، وحيقتلك ويقتلنا كلنا.
قالت آمنة وهي ترتجف في شفقة: لييه عملتي كدا؟ حرام عليكي! حيقتلنا كلنا، حيقتلنا يا سارة.
عرفت أنهما ما زالتا لم تصدقا أنه قد مات، فطلبت منهما أن تنظرا إلي وأنا أركله بقدمي، أقلبه، أبصق في وجهه، وقلت لهما: تعالوا، وبإمكانكما أن تبولا في خشمه.
صرخت فيهن.
وعندما لم تحركا ساكنا وازدادتا في الصراخ، دخلت عليهما في الزنزانة العفنة، وأخذت أسحبهما، وأفكهما من بعضهما البعض، وأنا انتهرهما في هستيريا، لقد كانتا أيضا على حق، أنا نفسي قد قتلته من قبل مرة! قتلته فعلا! قتلته قتلا لا شك فيه في كهوف مايا زوكوف، ولكن هأنذا أقتله مرة أخرى، ولا أدري كم مرة قتله غيري.
অজানা পৃষ্ঠা