حبيبي محمد آدم.
سنلتقي في رسالة أخرى، اكتب لي أرجوك، أنا في انتظار رسائلك.
رسالة: العاشق البدوي
رسالة وجدتها القديسة في أحد كتب محمد آدم القديمة بالمخزن: «أمي آمنة بت الخضر، وأختي زينوبة، والحبوبة حريرة، وأبوي آدم، إن شاء الله كلكم بخير وصحة جيدة، السنة الحمد الله بدت بصورة طيبة، وعمي حسان قاعد يعاملني معاملة طيبة، وكذلك عمتي سرة وناس البيت كلهم وخاصة سهير بنت عمي حسان، أكثر زول قاعد يعاملني تمام التمام، وقاعدين نلعب سوا كل الألعاب ونذاكر سوا، ويوم قالت عايزة تجي معاي القرية عشان تشوف الطيور والثعالب، وأنا قلت ليها عندنا مرفعين صغير في البيت، وقالت لازم تجي تشوفو. عليكي الله يا أمي، قولي لأبوي يجيب جنى مرفعين من المشاريع عشان ما أكون كذاب وما يضيع القرد، وأنا برضو عايز قروش عشان أشتري بيها كتاب خارجي من المكتبة، كتاب جديد ظهر اسمه الشياطين ال 13، فيه مغامرات. عمي حسان اشترى لي واحدا منها، هي حلوة ولكن ما زي حجوات حبوبتي حريرة وخاصة قصة شبير قنتو، إن شاء الله أنا بعد أقرأ الجامعة حاكتبها في كتاب ينباع في السوق زي الكتب اللي بنشتريها دي.
سلامي إلى علي ود أبوي صالح، وسلامي لخديجة وطيبة ودار السلام، أنا جاي في الإجازة وحأجيب معاي كورة لأصحابي ومجلات فيها صور جميلة، وحأجيب معاي سهير برضو، قولي لأبوي يجيب المرفعين ضروري، ضروري، ضروري.»
في بيت مايا زوكوف
في بيت مايا زوكوف ما لا يقل عن خمسمائة شخص، أتوا من كل شوارع وزقاقات وعمارات وقطاطي وجامعات ومدارس ومعاهد وأوقات البلاد الكبيرة، وأيضا من خارجها جاء الساسة والقادة والصعاليك والأدباء والمطاليق والطالبات والطلاب والأساتذة، وجاء الشحاذون والباعة الجائلون والأطباء والممرضات والمرضى ودوشكا تودروف وأبناؤها وصديقاتها، وأقرباء مداح المداح وأقارب مايا العزيز، سوريون وسوفييت وأمريكان وعربيان خليجيان يحبان الشعر، والنور عثمان أبكر وآسيا السخيري، وفنانون مغنون ورسامون ونحاتون فرنسيون وألمان وإنجليز وإيرانيون، وبعثة خاصة من اليونسكو، وإبراهيم إسحاق بمركوبه الجميل في صحبة نفر من آل كباشي. شجيرات العرديب حديثة النمو، حيث ماتت العرديبات الشامخات، وبئر الموسيقى تصدر موسيقى الحياة وحولها الشباب وحبيباتهم، وفي الحديقة العشب البري، النجيل والمحريب العطري والأرانب والسلاحف الكبيرة وأجيالها الصغيرة المتفائلة ببطء، الكافتيريا الحديثة المبنية من الرخام والجرنيت بواسطة نحاتين بارعين وفنانين يحبون الله ويفسرون لغة الحجر تفسيرا صائبا. جزارون، بناءون، لصوص، داعرات جميلات أنيقات نظيفات، يتحدثن في الأدب والسياسة والتاريخ ومايكل أنجلو، ويحببن شاجال.
سابا تخلي الحبشية الجميلة تلبس ثوبا أبيض يعني أنها في حالة حب، تدفع عربة صغيرة أمامها مليئة بالأم بابا والحلوى والكارميلا، ويفوح منها عطر «مساء باريس»، يأخذ الناس الأم بابا من العربة يأكلونها بعطر مساء باريس، ولون الجلباب الأبيض الناصع، وشفاه سابا الشهية وهي ترحب بالجميع. - مرحبا، مرحبا.
نوار سعد، الخير، يجلسان على مقعد من أخشاب السنط صنع بطريقة جميلة بدائية توحي بجو العصر الحجري، يحتسيان عصير الكركدي وهما يتحدثان عن الخير الذي سوف يحققه خزان كجبار على حسب قول الخير، ولكن نوار سعد كانت تقول له: الآثار اللي حيغرقها الخزان، التاريخ يا الخير. - التاريخ شنو يا مرمر؟ التاريخ أهم من حياة الناس؟ الخزان دا حيجيب العالم اللي هربت من الديار راجعين تاني، في خير أكثر من كدا؟ - آها قول الناس جو، حيعملوا شنو؟ - يزرعوا ويحصدوا يأكلوا ويشربوا ويعرسوا ويلدوا، في أحسن من كدا؟ - آآها يعني شنو؟
صمت الخير في غضب.
অজানা পৃষ্ঠা