قال وكأنه لم يفهم ما أرمي إليه، أو أنه يريد أن يقول شيئا آخر لم أفهمه أنا، أو ربما يريد أن يضللني: الزواج سنة.
ثم سألني سؤالا مباغتا: لييه ما تتزوج مرا تانية؟ أنت لسع صغير وبإمكانك تتزوج وتنجب، والبنات كتيرات.
قلت له مراوغا: ما أظنني أتزوج زولة تانية مع نوار.
وكدت أقول له أنني أحب نوار، لولا أنني استدركت أن ذلك قد لا يعني شيئا لدى معظم الناس بالريف، بل قد يعتبرونه ضعفا إذا لم يكن قلة أدب.
فصب لي كوبا من الشاي آخر في ذات الكوب الذي فرغت من شربه للتو، قال متجاهلا ردي بصورة تامة: أنا حآجي الخرطوم.
أخذ الخير عنواننا في الخرطوم وقال: عندما ينزل للخرطوم سيمر علينا أولا، ثم إلى بيت أخيه حمد مدير الضرائب.
كانت نوار سعد تغط في نوم عميق طوال الرحلة، منذ أن اتخذنا طريق الأسفلت العام، ولم تستيقظ إلا عند مشارف الخرطوم، حيث تولت هي القيادة ونمت أنا، وحلمت بالمختار ومايا العزيز يجلسان تحت شجرة عرديب ضخمة في الجنة، وهما يلعبان الشطرنج بقطع مصنوعة من الزجاج الشفاف، قال مايا العزيز لي، وهو يحرك قطعة كبيرة في حجم إنسان طبيعي: كش ملك.
استيقظت على شجار عادة ما يجري بين نوار سعد وعسكر نقاط التفتيش. نمت مرة أخرى، حلمت بالخير يراودني عن نفسي، استيقظت على شجار نادرا ما تلجأ إليه نوار سعد مع رجال شرطة المرور.
في القرية: نحو العاشق البدوي
غادرنا جميعا إلى المدينة في يوم السبت، حيث تبدأ فترة عملي من السبت إلى الثلاثاء بالمستشفى الحكومي، تركنا في المحراب مايكل، كان يستعد للجلوس لشهادة التويفل، ويحتاج إلى مكان هادئ للاستذكار والمراجعة، وسوف يقوم بحراسة المحراب من مخافات لا ندريها. اتفقنا على ترتيب مسألة الزواج بيني وبين مايكل أكول بعد أن ينال شهادة التويفل؛ حيث تتاح له فرصة جيدة في العمل مع منظمة أمريكية، كان قد اجتاز جميع معايناتها وتبقى له شرط هذه الشهادة.
অজানা পৃষ্ঠা