منو الخسران؟
ومنو مننا اللي ربح البيع؟
لقد أدخلوه في مفرمة كبيرة تستخدم لسحق عظام العجول ... ها. ها ... يا حبيبتي الجميلة الطاهرة، نحن في قسم النساء مهماتنا صعبة، حقيقة، وأنا بالذات أكثر زول في الأفراد تعبان. ضحك في هستيرية، ثم أضاف: لولا أن صادفت فحلا مثلي لما استطاع كائن ما كان أن يقضي المهمة في ليلة واحدة ... صدقيني ... لقد أكبرت فيك التزامك بالخلق الحميد، خلق يليق بكم، يا لكم من شيوعيين وبعثيين ومطاليق! تكفرون بالله ورسوله ولا تفرطوا في غشاء بكاراتكم؟
أنتم توفرون لنا اللذة في تمامها. أنا سوف أسترخي قليلا، وإذا بدت منك أية حركة سوف أقتلك فورا ... ثم آخذك إلى الحجرة الداخلية بالكهف الصغير حيث أعد لك الرجال قبرا جميلا يليق بمقامك ... نحن لا نترك شيئا للصدفة. لكنه لم ينم.
توقفت سارة حسن عن الكتابة، كانت تتذكر الحوادث كما لو أنها تجري الآن نصب عينيها، شربت جرعة كبيرة من الماء، أطفأت نور السراج الصغير، ذهبت نحو الفراش، أزاحت قدم آدم قليلا، أزاحت عنه الغطاء كلية، استيقظ مذعورا، ضحكا، تعانقا، مسح بكفه على شعرها، حرره من رباط الحرير، كان شعرها ناعما له رائحة عطرة، بأناملها تعبث في شعر صدره، تحب ذلك المكان، يثيرها ملمسه الخشن، قبلها بعمق.
منذ أن هربت سارة من المعتقل أصيبت بفوبيا من الجماع، وكان آدم يحاول أن يخلصها منها، إلا أنها تنكمش في اللحظات الأخيرة على نفسها، وتصبح مثل كرة مغلقة من المعدن، وقد تصرخ، ولا يمكن التعامل مع جسدها بعد ذلك إلا إذا ضربت، وآدم لا يفضل ذلك، ولكنها تجبره على ضربها حتى تستسلم للفراش، ربما لهذا السبب بالذات اختارا قطية تقع على أقصى جنوب المحراب، تقريبا على ضفة النهر الصغير.
بجسدها خرائط لبلاد لا عناوين لها، صنعتها عصا الجلاد، وتبدو الجروح العميقة مثل نهيرات جفت منذ عصور سحيقة، والحروق أخاديد وأطلال براكين. يعرف آدم كل أثر في أي موضوع كان، رسم ذلك مرات عديدة في لوحات جميلة مرعبة، كان يسميها قديسة العذابات والشهيدة الحية مرة، يحبها آدم كما هي وبما هي عليه بالضبط، ما يؤلمه حقا أنه يضربها مضطرا، وذلك لأجلها، يضربها بسوط له فرقعة مدوية، ولكنه لا يؤلم كثيرا، بل يؤلم كثيرا، قال له الطبيب النفساني: هي مسألة وقت لا أكثر.
كنت أجلس قربه وأنا في غاية القلق والتشاؤم، الدنيا تضيق في عيني أكثر في كل لحظة يأس تمر بي، لماذا أنا هنا؟ في الحقيقة لم تفدني كل التبريرات التي خطرت بذهني في تلك اللحظات، ما يخص الدافع الوطني والإنساني والبطولي، انتهاء بالواجب الحزبي، لقد كفرت بكل شيء، لولا أنني لا أعرف إجابات مقنعة لأسئلتهم لجاوبت، فلقد كانوا يطلبون مني المستحيل، كانوا يريدون أن أدلهم على قوائم العضوية، وعناوين الحزبيين، وأين يختبئ الذين لا عنوان لديهم، الذين لم أسمع بأسمائهم ولم أرهم من قبل، ومن هم وماذا يفعلون الآن؟ كانوا لا يصدقون أنني لا أستطيع الإجابة عن أي من هذه الأسئلة؛ لأنني ببساطة لا أمتلك الإجابات الصحيحة لها، فكنت أؤكد لهم أنني لست سوى طالبة جامعية نشطة، تكره فيما تكره السلطة الحاكمة، وتحب فيما تحب اليسار، المسألة ليست أكثر من إعجاب، وإذا كنت أعرف أية معلومة تخرجني من هذا الجحيم لقلتها بدون تردد.
يبدو في هذا اليوم سعيدا، ومتفرغا لمتعه الخاصة، وقد عبر لي أكثر من مرة أنه لا يخدم وظيفته بأكثر مما يمتع نفسه، وعندما يتعارض الهدفان فإنه يتبع هواه، وقال لي: الآن أنا أتبع هواي.
كان الكهف صامتا، إلا ما تتسرب إليه من أصوات قبرات وأطيار ليل من بعيد، وقد يسمع صفير ضب أو صرير جندب بين الفينة والأخرى، كنت أرتدي كامل ملابسي، بل وحذائي أيضا، عكسه تماما؛ حيث إنه يبدو كما لو كان في بيته، مسترخيا في ملابسه الداخلية، حافي القدمين. كان رأسه الحليق يعكس أشعة الضوء الخافت وهو يهتز مجاريا إيقاع أغنية يؤديها في صمت.
অজানা পৃষ্ঠা