قالت: «وبماذا أجبته؟» قال: «أجلت الجواب لأني استحييت أن أرفض.»
قالت: «هل نويت الرفض؟» قال: «وهل أقبل؟»
فسكتت وذكرت أنه عالق بجهان فقالت: «وكيف ترفض أمر الخليفة؟»
قال: «وجهان؟ أليست خطيبتي؟»
قالت: «لذلك تريدني أن أكون معك؟ عسى أن أحتال لإنقاذك من هذه الورطة. ذلك شيء يسير.»
فانشرح صدره وقال: «إذن غدا ننتقل جميعا. واحذري أن تناديني ضرغاما فإن الخليفة قد سماني «الصاحب» وقد يستاء إذا دعيتني بغير ما سماني.»
قالت: «لك علي ذلك.» وكانوا قد فرغوا من الطعام فأمرت مسعودة بالتأهب، وأمر وردان بمساعدتها، وفي اليوم التالي انتقل الجميع إلى قصر الخليفة وأقاموا بمنزل بجانبه وليس معهم من الخدم إلا وردان ومسعودة. اكتفاء بخدم الخليفة.
الفصل الثالث عشر
أحمد بن أبي دؤاد
قضى الصاحب في جوار الخليفة أياما يتوقع أن يسمع خبرا عن جهان أو نبأ بقدومها، وقد ازداد رغبة في مجيئها لتنقذه من الجارية التي اختارها الخليفة. ولم يداخله شك في أن الخليفة إذا رأى جهان زهد في سائر نساء الأرض فلا يلومه حينئذ إذا أبى الزواج بسواها. وطال غيابها واستبطأها فقلق لتأخرها وانقطاع أخبارها، وضاق صدره عن كتمان القلق، فاستدعى وردان ذات يوم وقال له: «ما قولك في أهل فرغانة؟»
অজানা পৃষ্ঠা