قال: «أعني جماعة تعرفينهم أسروا عقولنا وقلوبنا وأموالنا باسم الدين.»
فأدركت أنه يعني الموبذان (الكهان) فقالت: «فهمت، وأظنك تعمدت الرجوع وحدك الليلة فلم تأت بالموبذ؟»
فتنحنح وبلع ريقه وقال: «لم أتعمد ولكنني لم أجده في بيت النار فلم أبحث عنه في مكان آخر؛ لأن دخول الموبذان بيتنا يفسده!»
فقطعت كلامه قائلة: «لا أرى رأيك في هذا؛ لأن أولئك الموبذان يصلون لأجلنا فهم بركة لنا، وليس لنا عزاء إلا بهم، ثم إن أبانا يؤمن بهم ولا ينبغي أن نخالفه.»
فقال: «لا أنكر أن بينهم أناسا صالحين، ولكن بعضهم طماعون يبغون أن يستولوا على كل شيء. ما لنا ولهم الآن فإنما يهمني ألا يكون أبي ناقما علي.»
فقالت: «اترك هذا لي، واذهب إلى فراشك مطمئنا.»
فخرج مطأطئ الرأس مظهرا الانكسار، ودخلت هي فراشها حيث عادت إلى هواجسها ولم تنم تلك الليلة إلا قليلا.
الفصل السادس
ضرغام وجهان
وبكرت جهان في صباح اليوم فالتفت بمطرفها وذهبت إلى أبيها فرأته جالسا في سريره وهو أحسن حالا منه بالأمس، ففرحت وسألته عن حاله فقال: «شكرا لأورمزد، لقد نمت ليلتي مرتاحا، وأشعر اليوم بنشاط. ألم يبلغك قدوم الأفشين إلى فرغانة؟ لقد كنت على موعد من مجيئه في هذا العيد.»
অজানা পৃষ্ঠা