আরায়েস আল বায়ান ফি হাকাইক আল কুরআন

রুজবিহান বাকলি d. 606 AH
93

আরায়েস আল বায়ান ফি হাকাইক আল কুরআন

عرائس البيان في حقائق القرآن

জনগুলি

من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين (258))

قوله تعالى : ( قد تبين الرشد من الغي ) تبين ما استتر عن الكون في الكون في علم الأزل من السعادة والشقاء ، فظهرت سمة السعادة والشقاوة من المقبولين والمطرودين ؛ لأن في جباه السعداء مصابيح أنوار المعرفة تلوح ، وفي جباه الأشقياء كدورات ظلمات الغي تبوح.

( فمن يكفر بالطاغوت ) الطاغوت رؤية الطاعات ، والطمع في المكافآت ، فمن يكفر بها فهو من أهل المشاهدات ، والطاغوت يقع على كل شيء سوى الله تعالى من الدنيا والنفس والشيطان. وقيل : طاغوت كل امرئ نفسه.

قال الشيخ أبو عبد الرحمن رحمه الله : من لم يتبرأ من الكلي لا يصح له الإيمان بالله.

( ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ) أي : من أقبل من نفسه وحوله وقوته إلى خالقه فقد وجده بنعت الحفظ والكلاية ، ( بالعروة الوثقى ) هي ذات الحق سبحانه وجل عن التشبيه ، وأيضا هي المحبة والمشاهدة ، وأيضا هي العصمة القديمة التي سبقت بنعت العناية الأزلية لأهل المعرفة.

وقيل : ( بالعروة الوثقى ) التوفيق في السبق والسعادة في الختم.

وقيل : ( بالعروة الوثقى ) محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : لا إله إلا الله. وقيل : هي السنة.

( لا انفصام لها ) (1) ترجيه من الله لأهل المعرفة ، أي من تمسك بحبلي فاز في الدارين ، وسعد في المنزلين ، ولا يدخل في حجال عصمته خلل الحوادث ؛ لأنه في كنف العناية محروسا بالكفاية ، ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) لوجدهم من ظلمات العدم إلى كشف أنوار القدم ، وأيضا يخرجهم من ظلمات الامتحان إلى مشاهدة البيان ، وأيضا يخرجهم من ظلمات العبودية إلى جمال الربوبية ، وأيضا يخرجهم من الفرح بما وجدوا من المقامات والدرجات إلى نور مشاهدة الذات والصفات ، وأيضا يقدسهم ويخرجهم من ظلمات البشرية بمياه الشفقة لنور الأبدية ، وأيضا يزيلهم عن أوصافهم المحدثة ويقربهم إلى بساط الجزية ، ويلبسهم صفات الأزلية وسناء الصمدية.

وقال ابن عطاء : يغنيهم عن صفاتهم بصفته ، فيندرج صفاتهم تحت صفاته ، كما

পৃষ্ঠা ১০৩