আরায়েস আল বায়ান ফি হাকাইক আল কুরআন

রুজবিহান বাকলি d. 606 AH
57

আরায়েস আল বায়ান ফি হাকাইক আল কুরআন

عرائس البيان في حقائق القرآن

জনগুলি

بحبال العشق إلى معدن الألوهية والصمدية ، ولكل واحدة منها مطلع ومنبع ، فبعضها والهات ، وبعضها عاشقات ، وبعضها مؤنسات ، وبعضها فانيات ، وبعضها باقيات ، وبعضها صاحيات ، وبعضها ساكرات من هول المقامات ، وكشف المشاهدات ، وبروز المعاينات ، وإدراك المغيبات ، فاستبقوا الخيرات ، خاطب بهذا أهل الاستقامة أي : سارعوا صرف الأنانية ، فإنه أعلى الدرجات ؛ لأنهن أعني أرواح أهل الوسائط في جلي الإرادات ، وأنتم أهل النهايات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا أي : أرواح خواص أهل المعرفة ، والأرواح السائرة في ميادين الأزلية ، يأتي بهن الله جميعا ؛ بعد محو الإرادات ، واضمحلال الرسومات في سرادق البقاء ، ويسقي كل روح من الأرواح بكأس الصفاء شراب الوصال ، ويكشف لها جمال الحق ؛ حتى يكونوا هنالك جميعا في عموم العطاء.

( إن الله على كل شيء قدير ): قادر على أن ينشق أرواح السابقين والمتصدين روائح عبهر الأنانية ، ونسيم ورد الوحدانية في مقام الاستقامة ، ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) أي : فاذكروني بلسان الأسرار أذكركم بكشف الأنوار ، واشكروا بخالص العبودية ، ولا تكفروني بإدراك المعرفة ، وأيضا فاذكروني بالإعراض عن الكون أذكركم بارتفاع البون ، واشكر لي ببذل الأشباح ، ولا تكفروني بتعذيب الأرواح ، وأيضا فاذكروني في زمان الغفلة أذكركم بإنزال الرحمة ، واشكروا لي بقصد القربة ، ولا تكفروني بمساوئ البشرية ، وأيضا فاذكروني برؤية ذكري لكم في الأزل قبل ذكركم لي ، أذكر نفسي لكم كما ينبغي لي ؛ لأنكم لا تطيقون أن تذكروني بحقيقة الذات والصفات ، وكيف يذكر الحدث صفات القدم ، والألسنة عن وصف ثنائه خرسة ، والعيون عن إدراك جماله منطمسة ، والأسرار عن البلوغ إلى كنه عظمته فانية ، واشكر لي بتعريف العجز عن أداء الشكر ، ولا تكفروني برؤية ذكركم لي ؛ لأن ذكركم لي واجب خفي كفركم.

وقال الواسطي : حقيقة الذكر الإعراض عن الذكر ونسيانه والقيام بالمذكور.

وقال بعض العراقيين في قوله : ( فاذكروني أذكركم ) قال : سريع الحق يحتمل به الموارد ، وهو ذكره إياك ، ولو لا ذكره إياك ما ذكرته.

وقيل : ( فاذكروني ) بجهدكم وطاقتكم لأقرن ذكركم بذكري ، فيتحقق لكم الذكر ، يسمون حقيقة الذكر أن ينسى كل شيء سوى مذكوره ، لاستغراقه فيه فتكون أوقاته كلها ذكرا. وأنشد :

لا لأني أنساك أكثر ذكرا

ك ولكن بذاك يجري لساني

وقال بعض البغداديين : الذكر عقوبة ؛ لأنه طرد الغفلة ، وما لم تكن غفلة فما معنى

পৃষ্ঠা ৬৭