আরায়েস আল বায়ান ফি হাকাইক আল কুরআন

রুজবিহান বাকলি d. 606 AH
41

আরায়েস আল বায়ান ফি হাকাইক আল কুরআন

عرائس البيان في حقائق القرآن

জনগুলি

وأنزل منها على قلوبهم وابل المعرفة ، وأطعمة الحكمة.

وأيضا لما فرقهم في تيه الغربة ، حللهم بأودية الكرامة ، وأنزل عليهم مائدة الحضرة بلا كلفة الاكتساب ، وكد المعاملات.

وقال الأستاذ : لما طوحهم في شابه الغربة ، لم يرض إلا بأن ظللهم ، وبلبسة الكفايات جللهم ، وعن تكلف التكسب أغناهم ، وبجميل صنعه فيما احتاجوا إليه تولاهم (1).

قوله : ( قد علم كل أناس مشربهم ): لأرواح الخاص مشارب المعارف في بحار الذات والصفات ، يعرف كل واحد منها موردها من الحق سبحانه تعالى ، ومشربها بالتفاوت ، فبعضها في مقام الحيرة ، وبعضها في مقام المنة ، وبعضها في مقام الوصلة ، وبعضها في مقام الفناء ، وبعضها في مقام البقاء ، وبعضها في مقام الجلال والجمال ، وبعضها في صرف الجبروت ، وبعضها في عالم الملكوت ، وبعضها في مشاهدة القدس ، وبعضها في رياض الأنس على حد مقاماتها ، وتفاوت سيرها.

( عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) [الإنسان : 21].

وقيل فيه : شرب كل أحد حيث أنزله رائده ، فمن كان رائده نفسه ، فمشربه الدنيا ، ومن كان رائده قلبه ، فمشربه الآخرة ، ومن كان رائده سره ، فمشربه في الحضرة على المشاهدة ، حيث يقول عز وجل : ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) طهرهم به عن كل ما سواه.

وأيضا أبلاهم الله بالنعمة ، كما أبلاهم بالنقمة.

وأيضا لما عصوا الله تعالى ، أخذ عنهم لذة ذلك الطعام ، ولم يصبروا على فقد اللذة.

وأيضا من لم يشكر الله في نعمائه غيرها عليه ؛ حتى لم يصبر على بلائه.

وقيل : الناس فيه رجلان : رجل أزيل عنه تدبيره ، فهو مستريح في ميادين الرضا راض بأحكام القضاء فيه ساء أو سر ، فهو في الزيادة أبدا ، وآخر رد إلى تدبيره واختياره ، فلا يزال يتخبط في تدبيره واختياره إلى أن يهلك.

( وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت

পৃষ্ঠা ৫১