265

আরায়েস আল বায়ান ফি হাকাইক আল কুরআন

عرائس البيان في حقائق القرآن

জনগুলি

قيل في قوله : ( وعلمك ما لم تكن تعلم ): من علو رتبتك على الكافة (1).

قوله تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم ) وبخ الله سبحانه قوما ليس مجالستهم ونجواهم لله فكل مجالسة على غير ابتغاء وجه الله ، والشيطان يغريهم إلى الغيبة والبهتان والنميمة والترهات ، أي : لا خير في كثير من هؤلاء في نجواهم يعني [... ] (2) وقومه.

ثم استدرك ووصف أهل المجالسة لله الذين جلسوا لمحبته ، وقاموا لشوقه ، واجتمعوا لعشقه ، وتفرقوا لطلب زيادة معرفته والمساكنة في مجالس أنسه بالخلوات في الفلوات.

ثم وصفهم بأحسن الوصف ؛ حيث آواهم إلى كنف قربه وحجال أنسه بقوله : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ) [المجادلة : 7].

ثم وصفهم على لسان نبيه ، وزاد شرفهم ؛ حيث قال عليه الصلاة والسلام فيما روى عن الله عز وجل : «وجبت محبتي للمتحابين في ، والمتزاورين في والمتجالسين في ، والمتباذلين في» (3).

سبق في الأزل محبته لهم ، فأوقعتهم تلك المحبة الأزلية في بحار محبته ، حتى استغرقوا فيها إلى الآباد لا مخرج منها لهم بالنظر إلى سواه ، قال تعالى في وصفهم : ( يحبهم ويحبونه ) [المائدة : 54] نجواهم جريان أسراره وجولان أنفاسهم في ميادين أنواره ، فساعة تاهوا ، وساعة تحيروا ، روحهم بمروحة أنسه ، وأدخلهم في قباب قدسه ، وسقاهم من شراب لطفه ،

পৃষ্ঠা ২৭৫