220

আরায়েস আল বায়ান ফি হাকাইক আল কুরআন

عرائس البيان في حقائق القرآن

জনগুলি

ثم نظر إليه بنظر الهيبة والعظمة والجود ، فأنشر منه ما سبق علمه في الأزل به من العرش إلى الثرى على صور وهيئة كانت منقوشة بنقوش خواتيم أفعاله ، وذلك المبدع هو أحمد صلوات الله عليه حيث قال : «أول ما خلق الله نوري ، فكنت كذا وكذا» (1)، حتى ذكر أن من العرش إلى الثرى خلق من نوره وهو آدم عليه السلام الأول الذي قال تعالى : ( خلقكم من نفس واحدة ) ، ثم جمع الأرواح والأشباح والأنوار والأسرار في قبضة عزته ، وخمرها بطينة آدم عليه السلام في أربعين ألف صباح من صبح الآزال والآباد ، حتى خلقه بخلقه ، وأنشأه بروحه ، فقال : ( خلقت بيدي ) [ص : 75] ، ( ونفخت فيه من روحي ) [ص : 72] ، فباشرت فيه يد الأزل والأبد ، وظهر فيه قدس القدم بجميع الأسماء والصفات والنعوت والأفعال ، فصوره بصورة الملك ، فتتشعب منه أماكن أسرار القديم من خلق الأولين والآخرين ، وهو صورة عين الجمع التي أظهر الحق منها أوصاف قدمه ، ألا ترى إلى قول سيد البشر صلوات الله عليه كيف قال في المتشابهات : «إن الله خلق آدم على صورته» (2)، وهو آدم الثاني.

قوله تعالى : ( وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء )، أخبر عن مقام الجمع بقوله : ( خلقكم من نفس واحدة )، ثم أخبر عن التفرقة بقوله : ( وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ).

وبين بعض ما أشرنا أستاذ الأستاذين شيخ التمكين عمرو بن عثمان المكي رحمة الله عليه وقدس روحه وقال : إن الله خلق العالم ، وهيأه باتساق نظم واحد من أطرافه وأكنافه ، وأوله وآخره ، وبدؤه ومنتهاه ، من أسفله إلى أعلاه ، وجعله بحيث لا خلل فيه ولا تفاوت ولا فطور ، أحكم بناءه باتصال تدبيره ، وحبسه على حدود تقديره وإن اختلفت أجزاؤه في التفرقة والأجسام والهيئات والتخطيط والتصوير ، وفرقه بتفرقة الأماكن ، وحققه بائتلاف المصالح ، فهو مربوط بحدود تقديره ، ومتتابع باتصال تدبيره ، وبث فيه الأجناس بينهما من شواهد الزينة ، فأظهر القدرة بإيجاد آدم عليه السلام ، ثم بث أولاده في البسيط إلى تصاريف التدبير لهم والمشيئة ، قال تعالى : ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة ) [الأعراف : 189].

وقوله تعالى : ( واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام )، أكد التحذير ، وبين القدرة والتقدير أي : احذروا عمن هو قادر لإيجاد الخلق من لا شيء ومن شيء ترك مخالفته ؛

পৃষ্ঠা ২৩০