আরায়েস আল বায়ান ফি হাকাইক আল কুরআন

রুজবিহান বাকলি d. 606 AH
10

আরায়েস আল বায়ান ফি হাকাইক আল কুরআন

عرائس البيان في حقائق القرآن

জনগুলি

بصفاته كما وصف نفسه فقد حمده ؛ لأن الحمد حاء ، وميم ، ودال ؛ «فالحاء» من الوحدانية ، و «الميم» من الملك ، و «الدال» من الديمومية ، فمن عرفه بالوحدانية والديمومية والملك ؛ فقد عرفه.

وقال رجل بين يدي الجنيد : «الحمد لله» ، فقال له : أتممها كما قال الله ، قل : ( رب العالمين )، فقال له الرجل : ومن العالمون حتى يذكروا مع الحق؟! فقال : قله يا أخي ، فإن الحادث إذا قارن بالقديم لا يبقى له أثر.

قوله تعالى : ( رب العالمين )؛ لأنه أظهر نفسه عليهم حتى نالوا من بركاتهم ما هداهم إلى معرفته ، فرباهم بها على قدر مذاقهم ، فربى المريدين بشعشعة أنواره ، ولوائح أسراره ، وربى المحبين بحلاوة مناجاته ، ولذة خطابه ، وربى المشتاقين بحسن وصاله ، وربى العاشقين بكشف جماله ، وربى العارفين بمشاهدة بقائه ، ودوام أنسه ، وحقائق انبساطه ، وربى الموحدين برؤية الوحدانية والأنانية في عين الجمع ، وجمع الجمع.

وقيل : ( رب العالمين ) أي : منطقهم بحمده.

وذكر عن ابن عطاء : ( رب العالمين ) أي : مربي أنفس العارفين بنور التوفيق ، وقلوب المؤمنين بالصبر والإخلاص ، وقلوب المريدين بالصدق والوفاء ، وقلوب العارفين بالفكرة والعبرة.

وقال محمد بن علي الترمذي : علم الله تواتر نعمه على عباده ، وغفلتهم عن القيام بشكره ، فأوجب عليهم في العبادة التي تكرر عليهم في اليوم والليلة : ( الحمد لله رب العالمين )، فيكون ذلك قياما لشكره ، وألا يغفلوا عنه ، فأبوا ذلك.

وقال بعضهم : ذكر ( بسم الله )، ثم قال : ( الحمد لله ) : أعلم أن منه المبتدأ ، وإليه المنتهى.

وقال الحارث المحاسبي : إن الله بدأ بحمد نفسه ، فأوجب للمؤمنين تقديم ( الحمد لله ) في أول كل كتاب ، وكل خطبة ، وكل قول حسن ، وهو أحسن ما ابتدأ به المبتدئ ، وافتتح مقالته.

وقال بعضهم : من قال : ( الحمد لله رب العالمين )؛ فقد قام بحق العبودية ، وشكر النعمة.

وقال بعضهم : ظهر فضل آدم على الكل ، بقوله حين عطس : ( الحمد لله ).

وقال الأستاذ : مربي الأشباح بوجود النعم ، ومربي الأرواح بشهود الكرم.

পৃষ্ঠা ২০