بسم الله الرحمن الرحيم
{ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة }
من عبد الله أمير المؤمنين المتوكل على الله العزيز الرحيم إسماعيل بن أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم بن محمد إلى من بلغه من المسلمين:
سلام عليكم وإنا نحمد الله إليكم، وهذه عقيدتنا وعقيدة سلفنا في الدين، وهي سفينة النجاة للمؤمنين، فمن تمسك بها فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن أبى قبولها بغير حجة واضحة فقد خسر نفسه وأهله، وبحجة بينة فنحن إنشاء الله لها قابلون، فليبلغها إلينا، ويطلعنا عليها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول الله، والصلاة والسلام على محمد وعلى آل محمد الذين هم دعاة الخلق إلى الحق وسفن النجاة.
أما بعد:
পৃষ্ঠা ১
فهذه عقيدة الفرقة الناجية، والطائفة التي على الحق ظاهرة، وهي الدين الذي شرعه الله لمحمد المصطفى، ووصى به نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى، وحتم الاجتماع عليه وإقامته، وحرم الاختلاف فيه وفرقته، وهي:
أن الذي خلق العالمين هو الله الواحد الأحد، الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، عالم الغيب والشهادة، وأنه هو الأول والآخر، وهو على كل شيء قدير، وهو العزيز الحكيم، والسميع البصير، والغني الحميد، وأنه {ليس كمثله شيء}[الشورى:11]، { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}[الأنعام:103].
وأنه العدل فلا يظلم ربك أحدا، وأنه لا يريد ظلما للعباد {إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون}[يونس:44]، فلا يعاقب أحدا ولا يثيبه إلا بعمله.
وأنه الصادق في وعده ووعيده، {ومن أصدق من الله حديثا}، لايبدل القول لديه وما هو بظلام للعبيد ف{لا تزر وازرة وزر أخرى}[فاطر:18]، {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}[النجم:39].
وأنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولا يكلفها إلا ما آتاها.
وأن الأعمال منسوبة إلى من نسبها الله إليه في نحو قوله تعالى{من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها}{فصلت:46}.
পৃষ্ঠা ২
وأن ماكلفنا الله به نستطيع القيام به كما قال تعالى {فاتقوا الله مااستطعتم}{التغابن:16} ويتركه العاصي وهو مستطيع لخلافه، كما حكى الله عن المنافقين{وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم}{التوبة:42} فأكذبهم الله وذمهم بقوله تعالى{يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون}{التوبة:42}.
وأنه لا يريد ظلما للعباد، ولا يحب الفساد، وأنه لايرضى لعباده الكفر، وأنه لا يقضي إلا بالحق.
وأنه لم يخلق الجن والإنس إلا ليعبدوه، وما أراد منهم من رزق وما أراد منهم أن يطعموه.
وأن من تعدى حدود الله فله عذاب النار خالدا فيها.
وأن الشفاعة لمن ارتضى، {وما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع}{غافر:18}
وأن الجنة لمن اتقى، وأن الجحيم لمن طغى، {وأن الله يبعث من في القبور}{الحج:07} وأن من عمل سوءا فهو مجزي به، لا تنفعه الأماني، {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا}{الفرقان:70}
وأن من أدخل النار فهو خالد فيها {وما هم بخارجين من النار}{البقرة:167}. {أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار}{الزمر:19} {وقالوا لن تمسنا النار الا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله مالا تعملون بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}{البقرة:79،80} {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا}{النساء:123}.
وأن من دخل الجنة فهو خالد فيها، ولهم فيها نعيم مقيم.
وأن ما بالمخلوق من نعمة فمن الله.
وأن الأرزاق من الله.
পৃষ্ঠা ৩
وأن الإيمان: إعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان، ويزيد وينقص، فأما الذين آمنوا فزادهم إيمانا.
وأن الأنبياء صلوات الله عليهم حق، وأن كتب الله حق، وأن {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه}{آل عمران:85}.
وأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيئين، وأنه {ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}{النجم:03}
وأن الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون عن العصيان، وأنهم لو خالفوا لعوقبوا كما قال تعالى: {قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم}{الأنعام:15} وقال تعالى: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا}{الإسراء:73،74}.
وأن القرآن معجز لن يقدر أحد على الإتيان بمثله، ولا بسورة من مثله، وأن الله هو الذي جعله قرآنا عربيا، وأنه ذكر محفوظ {لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}{فصلت:42}. وأن الله جعله نذيرا لمن بلغه من المكلفين، وأورثه الذين اصطفى من عباده، وهم ورثة نبيئه، كما جعل في ذرية إبراهيم النبوة والكتاب، وجعل في ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم الإمامة والكتاب، وجعلهما نبيه صلى الله عليه وآله وسلم خليفتيه فقال: (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
পৃষ্ঠা ৪
وأن الله حصر الولاية للمؤمنين في قوله تعالى{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}{المائدة:55}. فالولاية: وهي الإمامة لمن جعلها الله له ووصفه بإيتاء الزكاة وهو راكع، ولم يفعل ذلك أحد غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو ابن عمه لأبيه وأمه {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}{الأنفال:75}، وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، آخى بينه وبينه، وهو منه بمنزلة هارون من موسى، ودعاه عند نزول آية المباهلة، وفداه بنفسه، وهو أول من صلى معه، ومن كان مولاه فعلي مولاه، وهو خامس أهل الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهو وصيه، وخليفته، وأبو ذريته، وزوج ابنته فاطمة المخصوصة بنكاحه، ولم يؤمر عليه أحدا من أصحابه، فلم يكن في سرية وليس فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وهو أميرها ، ولم يتخلف عنه في موطن من مواطن الجهاد إلا حين خلفه في غزوة تبوك، وقال له ماقال، وعزل أبا بكر به في حديث براءة، وقال: ((لايبلغ عني إلا رجل مني))، وأشركه في هدية لم يشرك أحدا غيره، وأسر عليه عام حجه أنه يقبض في عامه ذلك، ولم يعمل بآية التقديم بين يدي النجوى أحد غيره حتى نسخت، وهو الذي تصدق بخاتمه راكعا فنزلت فيه الآية، وهو المراد بقوله تعالى:{أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر}{التوبة:19} وهو المراد بقوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}{الإنسان:08}، وهو الذي أعطاه الرآية يوم خيبر بعد أن قال: (لأعطين الرآية... الخبر)، وصاحب الطير، وأنه لايحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، وهو أقضى الصحابة، وهو باب مدينة العلم، ولم يجمع أحد بين قرب النسب وقرب الصهارة والصحبة غيره، وسد صلى الله عليه وآله وسلم الأبواب التي إلى المسجد إلا باب علي عليه السلام، وهو حامل لواء الحمد، وصاحب ذي الفقار، ومعصوم لا يفارق الحق، ولم يقتل أحد مثل ما قتل، وكان يرجع اليه ولا يرجع إلى أحد {أفمن يهدي الى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى}{يونس:35}.
পৃষ্ঠা ৬
ولما هاجر صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلف لرد الودائع وغيرها إلا إياه عليه السلام، ولما كان غزوه إلى الروم أطول أسفاره وأبعدها شقة، والحاجة في مثل ذلك إلى الخليفة واختيار الأكمل الأفضل، ليست كالحاجة إلى الخليفة في السفر القصير والمدة اليسيرة، لم يستخلف غيره عليه السلام، ولم يختلف أحد من العلماء بعده في إمامته عليه السلام، حين انتهي به إليه بخلاف غيره، وردت له الشمس بعد الأفول ولم ترد لغيره، وأسهم له في غزوة تبوك بسهمين أحدهما سهم جبريل عليه السلام، وهو الذي صبر يوم المهراس، وانهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره صلوات الله عليه وسلامه، وهو أفضل أهل البيت، وأهل البيت أفضل من غيرهم، فهو أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والأفضل هو الأحق بالإمامة بإجماع الصحابة، واحتجوا على الأنصار به وصدقوا، ولكنه أخص منهم بذلك، وأولاهم به، وانحصرت العترة المأمور بالتمسك بها مع الكتاب في الحسن والحسين عليهم السلام، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهما: ((الحسن والحسين امامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما)).
পৃষ্ঠা ৭
وانحصرت في ذريتهما من بعدهما، فآية الوراثة لهم شاهدة، وآية المودة والتطهير عليهم عائدة، فهم الشهداء على الناس بدليل قوله تعالى: {ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس}{الحج:78}. ولم يختلف أحد في أن غيرهم من سائر ولد إبراهيم من اليهود والنصارى وقريش ليسوا بمرادين، فتعين المراد فيهم، فكانوا هم الأحق بها والأولى؛ ولأنه لا خلاف في أنهم يصلحون لها بخلاف غيرهم ففيهم الخلاف، فكان أهليتهم لها بالدليل القاطع بخلاف غيرهم.
وأنه لايستحقها منهم إلا من كان جامعا لشروطها الخلقية والإكتسابية.
وأنه يجب تولي الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وأنه ليس منهم المنافقون ولا الفساق، وفي الحديث الصحيح (أنهم ليسوا بأصحاب لما أحدثوه).
وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على كل مكلف.
وأن المعاصي محبطات رفع الصوت فوق صوت النبي من المعاصي، إلى أكبرها الذي هو الشرك و{لئن أشركت ليحبطن عملك}{الزمر:65}.
وأن الله يريد الإجتماع في الدين، والإعتصام بحبل الله المتين، والإستمساك بعروته الوثقى التي هي كلمة التقوى، ونهي النفس عن الهوى، واتباع الأدلة، وترك التقليد في أصول الدين، إلا مع وضوح الحجة.
وأن موالاة المؤمنين واجبة، ومعاداة الفاسقين لازمة.
وأنه لا يحل لمؤمن يرى الله يعصى فيطرف حتى يغير أو ينتقل مهاجرا {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة}{النساء:100}.
পৃষ্ঠা ৮
وأنه لا يحل للذين أوتوا الكتاب كتمه، ولا رد الحجة الى المذهب ومقالة الأصحاب، ولكن رد الخلاف الى صحيح السنة ومحكم الكتاب، فرض لازم، حتم واجب على جميع أولي الألباب.
وصلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين.
পৃষ্ঠা ৯