72

وقد انتخبت ملكا لقورسقة، ودعيت صاحب الجلالة، والآن لا يكاد الناس ينادونني بالسيد، وقد ضربت نقودا، والآن لا أملك دينارا، وقد كان لدي وزيران، والآن لا يكاد يكون عندي خادم، وقد جلست على العرش، ثم ألقيت على الحصير في سجن بلندن، وأخشى أن أعامل بمثل هذا هنا، وإن كنت قد أتيت - كما أتيتم يا أصحاب الجلالة - لقضاء الكرنفال في البندقية.»

استمع الملوك الخمسة الآخرون لهذا الكلام بحنان كريم، فأعطى كل منهم الملك تيودور عشرين سكوينا؛ ليشتري بها ثيابا وقمصانا، وقدم كنديد إليه ألماسة، تساوي قيمتها ألفي سكوين، فقال الملوك الخمسة: «إذن، من هذا الرجل العادي القادر على منح ما يعدل مائة ضعف ما أعطى كل واحد منا؟ ومن ينعم به فعلا؟ هل أنت ملك أيضا أيها السيد؟» - «كلا يا سادتي، ولا أرغب في هذا مطلقا.»

وبينا كانوا يغادرون المائدة، وصل إلى الفندق نفسه أربعة من أصحاب العظمة، كانوا قد أضاعوا دولهم، نتيجة لطالع الحرب أيضا؛ وذلك لقضاء بقية الكرنفال في البندقية، ولكن كنديد لم يلتفت قط إلى هؤلاء الذين أتوا حديثا، فما كان يفكر في غير السفر للقاء كونيغونده العزيزة في الآستانة.

الفصل السابع والعشرون

سفر كنديد إلى الآستانة

كان ككنبو الوفي قد فاز بإذن من الربان التركي - الذي سيعيد السلطان أحمد إلى الآستانة - في قبول كنديد ومارتن على سفينته، ويدخل الاثنان السفينة بعد أن سجدا أمام صاحب العظمة البائس، وبينما كانا على الطريق، قال كنديد لمارتن: «وهكذا تناولنا العشاء مع ستة ملوك مخلوعين! وهكذا تصدقت على واحد من هؤلاء الملوك الستة، ومن المحتمل وجود أمراء كثيرين آخرين أشد شقاء، وأما أنا فلم أفقد غير مائة كبش، وأطير إلى ذراعي كونيغوند، فيا مارتن العزيز، أقول ثانية: إن بنغلوس كان على حق، فكل شيء حسن.»

ويقول مارتن: «ذلك ما أتمنى.»

ويقول كنديد: «من الحوادث الغريبة أن كنا في البندقية، فلم ير فيرو قط تناول ستة ملوك مخلوعين عشاءهم في فندق معا.»

ويقول مارتن: «ليس هذا أغرب من معظم الأمور التي وقعت لنا، فمن الشائع كثيرا أن يخلع ملوك، وأما الشرف الذي تم لنا في العشاء معهم، فأمر لا يستحق انتباهنا، وما قيمة من يتعشى معه على أن يكون الطعام فاخرا؟»

ولم يكد كنديد يكون في المركب حتى عانق خادمه السابق وصديقه ككنبو، وقال له: «والآن، ما تصنع كونيغوند؟ ألا تزال باهرة الجمال؟ أتحبني دائما؟ كيف حالها؟ لا ريب في أنك اشتريت لها قصرا في الآستانة؟»

অজানা পৃষ্ঠা