54

ويسر كنديد كثيرا بممثلة تقوم بدور الملكة إليزابث، في مأساة كابية تمثل أحيانا، ويقول لمارتن: «إن هذه الممثلة تروقني كثيرا، وهي تشابه الآنسة كونيغوند، ويطيب لي أن أحييها.»

ويعرض الكاهن البريغوري أن يقدمه إليها في منزلها، ويسأل كنديد - الذي نشئ في ألمانية - عن الرسميات، وعن الوجه الذي تعامل به ملكات إنكلترة في فرنسة، ويقول الكاهن: «لا بد من التمييز، ففي الأقاليم يؤتى بهن إلى الحانات، وفي باريس يحترمن إذا ما كن حسانا، فإذا متن رمين في مطرح القمامة.»

ويقول كنديد: «ملكات في مطرح القمامة!»

ويقول مارتن: «أجل، لا ريب، إن سيدي الكاهن على حق، فقد كنت بباريس عندما انتقلت الآنسة مونيم من هذه الحياة إلى الآخرة - كما يقال. فقد ضن عليها بما يسميه هؤلاء الناس مراسم الدفن، أي: أن تعفن مع جميع أوغاد الحي في مقبرة كريهة، فدفنت وحدها في زاوية شارع برغونية، وهذا ما كان يشق عليها حقا، فقد كانت أصيلة التفكير.»

ويقول كنديد: «هذا مخالف للأدب.»

ويقول مارتن: «ما تنتظر؟ إن هؤلاء الناس فطروا على هذا الطبع، فتمثل جميع ما يمكن من تناقض وتخالف، تجده في حكومة هذا الشعب السخيف، ومحاكمه وكنائسه ومسارحه.»

ويقول كنديد: «أمن الصحيح كون الناس في باريس يضحكون دائما؟»

ويقول الكاهن: «أجل، ولكن مع غيظ في نفوسهم، وذلك أنهم يشكون من كل شيء مع القهقهة، حتى إنهم يأتون أدعى الأمور إلى المقت، وهم يضحكون.»

ويقول كنديد: «من هو ذاك الخنزير السمين الذي قال لي سوءا كبيرا عن الرواية التي أبكتني كثيرا، وعن الممثلين الذين ألقوا سرورا بالغا في نفسي؟»

ويجيب الكاهن: «هذا أثيم، يكسب عيشه بقوله سوءا عن جميع الروايات وجميع الكتب، وهو يمقت كل واحد يكتب له النجاح، كما يمقت الخصيان كل من يستمتع، وهو من أفاعي الأدب التي تغتذي بالحمأة

অজানা পৃষ্ঠা