48

وتدوم الجلسة حتى الساعة الرابعة من الصباح، وبينا كان كنديد يستمع إلى جميع مغامراتهم، تذكر ما كانت العجوز قد قالته له في أثناء السفر إلى بوينوس أيرس، وما كان من مراهنتها على عدم وجود شخص في السفينة لم يبتل بمصائب كبيرة جدا، وكان يتمثل بنغلوس في كل مغامرة تروى له، فقال: «كان بنغلوس هذا يجد عسرا في إثبات مذهبه، وأود لو كان موجودا هنا، فالحق أن كل شيء إذا كان حسنا كان هذا في إلدورادو، لا في بقية العالم.»

وأخيرا يقع خياره على عالم فقير، عمل عشر سنين لحساب بائعي الكتب في أمستردام، فقد حكم بأنه لم توجد في الدنيا حرفة أدعى إلى السأم من هذه.

وكان هذا العالم - الذي هو رجل صالح أيضا - قد سلب من قبل امرأته، وضرب من قبل ابنه، وترك من قبل ابنته التي اغتصبت من قبل برتغالي طوعا، وكان قد حرم وظيفة صغيرة يقوم عيشه عليها، وكان مبشرو سورينام يضطهدونه؛ لأنهم يظنونه من السوسنيان.

3

أجل، يجب أن يعترف بأن الآخرين مثله شقاء على الأقل، غير أن كنديد كان يأمل أن يزيل هذا العالم همه في أثناء السفر، وقد وجد منافسوه الآخرون كلهم أن كنديد جار عليهم جورا كبيرا، فهدأهم كنديد هذا بمنحه كل واحد منهم مائة قرش.

الفصل العشرون

ما وقع لكنديد ومارتن في البحر

إذن، أبحر الشيخ العالم مارتن مع كنديد إلى بوردو، وكلاهما رأى كثيرا، وألم كثيرا، ولو وجب على السفينة أن تقلع من سورينام إلى اليابان مارة من رأس الرجاء الصالح، لكان لديهما ما يتكلمان عنه من الشر الأدبي والشر المادي في أثناء جميع الرحلة.

ومع ذلك فقد كان لكنديد مزية كبيرة على مارتن، وذلك أنه كان يأمل دائما أن يرى الآنسة كونيغوند ثانية، وأنه لم يكن عند مارتن شيء يأمله، ثم كان لديه ذهب وألماس فضلا عن ذلك، وهو مع كونه أضاع مائة كبش سمين أحمر محمل أعظم كنوز الأرض، وهو مع كونه يحقد في كل حين على الربان الهولندي السارق، كان إذا ما فكر فيما بقي في جيوبه، وكان إذا ما تكلم عن كونيغوند يميل إلى مذهب بنغلوس، ولا سيما بعد تناول الطعام.

ويقول للعالم: «ولكن ما رأيك في جميع ذلك، يا سيدي مارتن؟ وما قولك عن الشرين: الأدبي والمادي؟»

অজানা পৃষ্ঠা