215

مراكز رايات المشركين من الأحزاب ، فهل ترى هذا العسكر ومن فيه؟ والله لوددت أن جميع من فيه ممن أقبل مع معاوية يريد قتالنا مفارقا للذي نحن عليه كانوا خلقا واحدا فقطعته وذبحته! والله لدماؤهم جميعا أحل من دم عصفور ؛ أفترى دم عصفور حراما؟ قال : لا ، بل حلال. قال فإنهم حلال كذلك ، أتراني بينت لك؟ قال : قد بينت لي ، قال : فأختر أي ذلك أحببت!؟

فانصرف الرجل ، فدعاه عمار ثم قال : أما إنهم سيضربونكم بأسيافهم حتى يرتاب المبطلون منكم فيقولوا ، لو لم يكونوا على حق ما أظهروا علينا ، والله ما هم من الحق على ما يقذي عين ذباب والله لو ضربونا بأسيافهم حتى يبلغونا سعفات هجر (1)، لعرفت أنا على حق وهم على باطل ، وأيم الله لا يكون سلما سالما أبدا حتى يبوء أحد الفريقين على أنفسهم بأنهم كانوا كافرين ، وحتى يشهدوا على الفريق الآخر بأنه على الحق وأن قتلاهم في الجنة وموتاهم ، ولا تنصرم أيام الدنيا حتى يشهدوا بأن موتاهم وقتلاهم في الجنة ، وأن موتى أعدائهم وقتلاهم في النار ، وكان أحياؤهم على الباطل.

بين عمار وهاشم المرقال

ودفع علي (ع) الراية إلى هاشم بن عتبة المعروف بالمرقال ، وقال له رجل من أصحابه من بكر بن وائل ، أقدم هاشم ، يكررها ثلاثا. ثم قال : مالك يا هاشم قد انتفخ سحرك؟! أعورا وجبنا!! قال : من هذا؟ قالوا : فلان قال : أهلها وخير منها إذا رأيتني قد صرعت فخذها ، ثم قال لأصحابه : شدوا شسوع نعالكم وشدوا أزركم ، فإذا رأيتموني قد هززت الراية ثلاثا فاعلموا أن أحدا منكم لا يسبقني إلى الحملة ، ثم نظر إلى معسكر معاوية فرأى جمعا عظيما. فقال : من أولئك؟ قيل : أصحاب ذي الكلاع؟ ثم نظر فرأى جندا ، فقال : من أولئك؟ قيل : قريش وقوم من أهل المدينة؟ فقال : قومي لا حاجة لي في قتالهم ، من عند هذه القبة البيضاء؟ قيل : معاوية وجنده. قال : فإني أرى دونهم أسودة ، قيل ذاك عمرو بن العاص

পৃষ্ঠা ২১৬