في الملك وتداعوا للحرب فانتصرت جرهم وهزمت قطوراء ، وكثرت ذرية إسماعيل وانتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم في دينهم! ثم إن جرهما بغت في مكة ، فظلموا من دخلها ، وأكلوا مال الكعبة ، وكانت مكة تسمى ( النساسة ) لا تقر ظلما ولا بغيا ، ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته ، فكان بنو بكر بن عبد مناة ، وخزاعة حلولا حول مكة ، فآذنوهم بالقتال ، فاقتتلوا ، وكان الحارث بن عمرو بن مضاض يرتجز ويقول :
اللهم إن جرهما عبادك
الناس طرف وهم تلادك
فغلبتهم خزاعة على مكة ، ونفتهم عنها ، ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر :
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيس ولم يسمر بمكة سامر
وظلت ولاية البيت لخزاعة ثلاثمائة سنة ، حتى كان آخرهم حليل بن حبشة.
أما قريش التي هي صريح ولد إسماعيل ، فلم يكن لها من الأمر شيء ، وكانوا متفرقين حول الحرم بيوتات ومزقا غير مجتمعين ولا متحدين إلى أن أدرك قصي بن كلاب بن مرة وتزوج حبى بنت حليل الخزاعية ، فولدت له بنين أربعة ، وكثر ولده وعظم شرفه.
ثم هلك حليل وأوصى إلى إبنه المحترش أن يكون خازنا للبيت وأشرك
পৃষ্ঠা ১৮