فإذا أردت النجاة فتعلم العلم من العلماء، وخذ الحكمة من الحكماء، ولا تشد على نفسك مرة وترخي أخرى، ولكن أقبل إليها بعزم صحيح، وورع شحيح، وصبر ثخين ، وأمر متين، حتى تمنعها عن شهواتها، وترجعها عن شر عاداتها.
ثم اجمع أطرافك إلى وسطك أعني إلى قلبك وهو أن تحكم القلب على الجوارح، ولا تحكم الجوارح على القلب، ولا يتم لك عمل ولا يخلص لك إلا بهذه الصفة.
فالعين تغمضها عن الحرام، فإنها جاسوس القلب، ثم الأذنان تمنعهما أن يوعيا الشر والخنا والنمائم والكذب، ثم اللسان خاصة، نزهه عن الكذب والغيبة والمجادلة والفضول والمقاولة والشبهات، فإنه معدن قرارة النفس، وهو ترجمان القلب. ثم البطن فاحفظه لا يدخله الحرام والسحت والشبهة والشهوات، فإن نور القلب وصفاه من طيب طعمة البدن وخبثها. وأما الفرج فما دمت حابسا لبطنك من الإمتلاء والشبع، فأنت قادر على حفظه.
পৃষ্ঠা ৩১৩