واكتأب برنارد وظن أن تلك اللحظة كانت بداية صالحة لصلاة الجماعة، وارتقب لنفسه الفشل مرة أخرى في أن يظفر بالتكفير، وكان يود لو أنه أعطى لنفسه الفرصة، كي يتلفت حواليه بدلا من الإسراع إلى أقرب المقاعد، كان يستطيع أن يجلس بين فيفي برادلاف وجوانا ديرل، ولكنه استقر إلى جوار مرجانة بغير تفكير. لك الله يا مرجانة! يا لحاجبيها الأسودين - أو حاجبها على الأصح - لأنهما كانا يلتقيان فوق أنفها. عجبا! وعلى يمينه كلارا دترتدنج، حقا إن حاجبيها لم يلتقيا، ولكنها كانت هوائية جدا، في حين أن فيفي وجوانا كانتا كاملتين من جميع النواحي، كانتا ممتلئتين، شقراوين، متوسطتي الجسم ... وقد ظفر بالمقعد المتوسط بينهما ذلك الفظ الغليظ توم كاواجوشي.
وكانت ساروجيني انجلز آخر من حضر.
فقال لها رئيس الجماعة في قسوة شديدة: «لقد تأخرت، وأرجو ألا يحدث ذلك مرة أخرى.»
فاعتذرت ساروجيني واتخذت لنفسها مقعدا بين جم بوكانوفسكي وهربرت باكونن، واكتملت الفرقة الآن، وأمست جماعة الصلاة تامة لايشوبها نقص. وقد جلسوا حول المائدة في دائرة كاملة، كل رجل إلى جوار امرأة، وكل امرأة إلى جوار رجل، كانوا اثني عشر شخصا مستعدين لأن يندمجوا في واحد، ويرتقبون التماسك والاندماج التام، فيفقد كل منهم مميزاته الشخصية، ويتلاشى في كائن واحد كبير.
ونهض الرئيس على قدميه، ورسم علامة الحرف
T ، وأدار الموسيقى المركبة، وأطلق دق الطبول المستمر، وجوقة من الآلات الموسيقية المختلفة، التي أخذت تردد في نغمة مثيرة الألحان القصيرة، ذات الأثر الشديد في النفوس من نشيد الجماعة الأول، وتكرر النشيد مرة بعد أخرى، ولم يستمع الحاضرون إلى نغمة النابض بآذانهم، وإنما استمعوا إليه بحجبهم الحاجزة، ولم يؤثر عويل تلك النغمات المتكررة ورنينها في العقول، وإنما كان يلعب بعواطف الرحمة والشفقة في نفوسهم.
ورسم الرئيس حرف
T
مرة أخرى ثم جلس، وبذلك بدأت الصلاة، وقد وضعت أقراص السوما المهداة وسط مائدة الطعام، ودارت كأس الحب من يد إلى أخرى، وقد أترعت بعصير الشليك المثلج الممزوج بالسوما، ونهلوا منها جميعا مرددين هذه العبارة: «إني أشرب نخب فنائي.» ثم ترنموا جميعا بنشيد الجماعة الأول على إيقاع جوقة الموسيقى المركبة، وهذا هو النشيد:
أي فورد، نحن اثنا عشر، اللهم فاجعل منا واحدا،
অজানা পৃষ্ঠা