ولما أوصدت الحمام وأحست بالطمأنينة فرغت لعد جراحها، وولت ظهرها المرآة ولوت رأسها، ونظرت من فوق كتفها اليسرى، فتمكنت من رؤية آثار يد مفتوحة، وقد انطبقت على لحمها اللؤلؤي حمراء جلية واضحة، ومسحت البقعة الجريحة في حرص بالغ كي لا تؤذي نفسها.
وفي الخارج، وفي الغرفة الأخرى، كان الهمجي يذرع الأرض ويسير على موسيقى هذه الكلمات السحرية وطبلها: «إن العصفور يأتيها والذبابة الصغيرة الذهبية تنغمس في الدعارة أمام عيني.»
2
ورنت هذه الكلمات في أذنه جنونيا، «إن القط القذر والجواد الدفيء يأتيانها بشهوة ثائرة، إن الأنثى فيما تحت الخصر حيوان خرافي، وفيما فوقه امرأة من النساء، إنها وريثة الآلهة في نصفها الأعلى، وشيطان في نصفها الأسفل، تلك هي الجحيم، والظلام، وبؤرة الكبريت، تشتعل فيها النار، وتحترق بالماء الساخن، ذلك نتن ودرن، تبا، تبا، تبا، تبا وسحقا، أعطوني درهما من الزباد، وصيدليا ماهرا؛ كي أخفف عن نفسي وطأة الخيال».
وصدر من الحمام صوت ضئيل جريء، ينادي مستعطفا: «جون، جون «إيه أيتها الحشائش، بأروع مظهرك، وما أحلى عبيرك ، إنك تثيرين الحس، هل حرر هذا الكتاب الطيب ليكتب عليه «العاهرة»؟ إن الملائكة نفسها تحب أن تشمها ...»»
وما زال عبيرها يملأ المكان حوله، وقد ابيض معطفه بالمسحوق الذي كانت تعطر به جسمها المخمل: «يا لها من عاهرة وقحة!» وظل يردد هذه العبارة ويتنغم بها: «جون! هل ترى أني أستطيع أن آخذ ملابسي؟»
فالتقط السروال الذي تشبه مؤخرته الناقوس، والثياب العلوي، ورداءها الداخلي.
وأمرها بقوله: «افتحي!» وركل الباب بقدمه.
فأجابته متحدية بصوت خافت: «كلا لن أفعل». - «فكيف إذن تتوقعين مني أن أعطيكها؟» - «ادفع بها خلال النافذة فوق الباب.»
وفعل ما أشارت به وعاد يذرع الغرفة بهدوء، كما كان يفعل من قبل: «عاهرة وقحة، عاهرة وقحة، يا لها من شيطانة مترفة، ضخمة الردفين، صفراء الأصابع ...» - «جون!»
অজানা পৃষ্ঠা