وأبعد المجموعات الجزرية النوردية تلك الممتدة في الأطلنطي الشمالي إلى المحيط المتجمد الشمالي: وتشمل مجموعات جزر فارو
Faeroes
الدنماركية ثم سفالبارد النروجية (سبتزبرجن سابقا) وجرينلند (دنماركية )، والأخيرة برغم انتمائها إلى قارة أمريكا الشمالية، إلا أنها سياسيا جزء من الدنمارك برغم أن مساحتها تبلغ (50) مرة قدر مساحة الدنمارك، وجزر فارو تابعة للدنمارك، ولكنها تتمتع بحكم ذاتي محلي، وأيسلندا ظلت تابعة للدنمارك حتى استقلت عام 1944، وقد أعطت عصبة الأمم جزر سفالبارد إلى النرويج على شرط استمرار نشاط تعدين الفحم للدول التي كانت تعدنه من قبل ضمها للنرويج، ويمارس الاتحاد السوفيتي وحده هذا الحق.
هذا الموقع المتطرف لنورديا لم يعد كذلك في عهد الطيران الذي فتح آفاقا جديدة في مجالات الاحتكاك والاستغلال، ولم يعد انعزال نورديا عن أوروبا غير موجود وحسب، بل أصبح الاتصال بأمريكا وآسيا أمرا قائما، ولقد عدل الطيران حقا موقع نورديا في عصرنا الحاضر، خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وجعلها في مركز وسط بين القطبين الكبيرين اللذين تخلفا عن الحرب العالمية الثانية وهما: موسكو وواشنطن، فإن الطيران عبر القطب أو المنطقة القطبية أصبح الآن أقصر الطرق الجوية عبر الأطلنطي، والطريق الجوي الجديد المسمى بالدائرة الكبرى
The Great Circle
يمر بالطرف الجنوبي لجرينلند ثم أيسلند ثم بوسط النرويج والسويد ثم بهلسنكي ثم يدخل الأراضي السوفيتية، وهكذا تقع دول نورديا الآن تماما وسط منطقة الصراع بين الكتلتين الكبيرتين.
هذا الموقع في الوقت الحاضر أو في أوقات الجذب والدفع ليس موقعا تحسد عليه نورديا، لهذا وصلت خطوط دفاع الغرب الأولى إلى نورديا: الدنمارك - النرويج - أيسلندا، وكلها لهذا السبب أصبحت أعضاء في حلف الأطلنطي، ومقابل ذلك تقع فنلندا على حافة الاتحاد السوفيتي، وبالتبعية، ولكي تصبح «جارا طيبا» لم يكن أمامها إلا طريق الحياد، ووسط هذا الإقليم تحتله السويد التي تجنبت حربين عالميتين وتسعى بوسائلها إلى تجنب صراع ثالث بواسطة «حياد مسلح».
ولكن نورديا استطاعت أن تحصل على مزايا عديدة من عصر الطيران، فلقد كانت شركة
SAS
هي التي بدأت عصر الطيران القطبي بافتتاح خطها إلى لوس أنجلوس عام 1954 وإلى طوكيو عام 1956، وقد عارض الكثيرون هذا الطريق في البداية، ولكن هذه المغامرة الناجحة قد أدت إلى ظهور منافسة شديدة فيما بعد من جانب شركات أخرى.
অজানা পৃষ্ঠা