الفصل الرابع
الشمال الكندي
(1) الظروف الطبيعية
في هذا القسم الهائل من كندا، والذي يمتد في صورة قوس هائل من لبرادور عند التقائها بجزيرة نيوفوندلاند، إلى مصب المكنزي، لا يعيش أكثر من نصف مليون شخص في مساحة تزيد قليلا عن مليونين ونصف المليون من الأميال المربعة.
ويترتب على هذا أن الكثافة السكانية تبلغ حوالي شخص لكل ثمانية أميال مربعة أو
شخص لكل ميل مربع! ولا معنى لهذه الكثافة الشديدة الانخفاض سوى أن هناك مساحات شاسعة غير مأهولة بالفعل.
ونظرا لقسوة الظروف المناخية والطبيعية عامة، فإن النشاط الاقتصادي محدود بصورة شديدة، ويتخذ أساسا صورة النشاط الاقتصادي الأولى: مثل إقامة الفخوخ من أجل الصيد البري، والسماكة - صيد الأسماك، وقطع الأخشاب والتعدين إلى جانب الصيد البحري والمائي عامة الذي يقوم به الإسكيمو المنتشرون قرب السواحل الطويلة لهذا الإقليم الواسع.
وإذا نظرنا إلى أوجه النشاط الاقتصادي السالفة الذكر، فإننا نجد - من وجهة نظر الاقتصاد الحديث - أن قطع الأخشاب والتعدين هما النشاطان اللذان يعبران عن ثروة هذا الإقليم بالنسبة لاقتصاديات النقدية، بينما يكون الصيد والسماكة اقتصاديات الكفاية الذاتية.
ولكن إلى جانب ذلك هناك بعض الإنتاج الغذائي من أجل الكفاية الذاتية متمثلا في نشاط الإسكيمو في الصيد المائي، ويضاف إليه في الوقت الحاضر بعض الزراعة شبه التجارية، ومراع صناعية لتربية حيوان الفراء، التي ظلت الأساس الهام في النشاط التجاري في شمال كندا لفترة طويلة منذ اكتشافها.
وعلى العموم فإن إمكانات التقدم الاقتصادي في هذه المنطقة تحدده بصورة واضحة عدة عوامل جغرافية على رأسها المناخ القطبي، وإلى جانب ذلك فإنه يجب أن يحسب حساب لعامل البعد المكاني مما يرفع قيمة الإنتاج إذا ما تناولته وسائل النقل الشديدة التكلفة في الأقاليم القطبية، ويمكننا أن نضيف أيضا عاملا اقتصاديا يحدد نجاح الاستغلال الاقتصادي في الشمال، وهو عامل الطلب على المنتجات، فالكثير من منتجات المناطق الشمالية لها نظير في أماكن جغرافية أقرب إلى مناطق السوق الكبيرة في جنوب كندا والولايات المتحدة، أو أن هناك نظيرا لهذه المنتجات يمكن نقله بسهولة لتوفر وسائل النقل.
অজানা পৃষ্ঠা