وألتا
Alta
تمثلان مناخ أقصى الشمال شبه القطبي، حيث تنخفض درجات الحرارة عن الصفر أو حول الصفر معظم أشهر السنة نتيجة التعرض للرياح الشمالية الباردة، ومع ذلك فإن معدلات الحرارة عامة أكثر مما هو متوقع في مثل هذه العروض الشمالية، وذلك لتأثير التيار البحري الدافئ الذي يصل تأثيره بصورة محسوسة حتى ميناء مورمانسك السوفيتي - إلى الشرق قليلا من فاردو، وتساقط الثلج يستمر ستة أشهر أو يزيد حسب الموقع المحلي في شمال النرويج الأقصى، وتظل الأرض مغطاة بالجليد لهذه المدة أو أكثر، والأمر الأكثر خطورة بالنسبة للحياة الاقتصادية أن عدد الأيام التي يحدث فيها الصقيع كثيرة، فأيام الشتاء كلها تتعرض للصقيع وكذلك 80٪ من أيام الربيع وحوالي 55٪ من أيام الخريف، وقد ترتب على ذلك قصر فصل الإنبات بشدة إلى الفترة بين أواسط مايو إلى آخر سبتمبر، وهذه الفترة تتحدد بارتفاع درجة الحرارة فوق ثلاث درجات مئوية، وهي الحرارة الدنيا الملائمة لنمو الأعشاب فقط.
وتمثل محطات روست
Rost - جزر لوفوتن - وتروندهايم وبرجن المناخ النرويجي المتأثر بصورة مباشرة بالكتل الهوائية والبحرية الدافئة، ومن ثم فإن درجات حرارة الشتاء دائما فوق الصفر، وباستثناء تروندهايم التي تقع على الفيورد في الداخل، ويوضح لنا هذا كيف أن فوارق المكان ولو كانت طفيفة تؤدي إلى تغيرات مناخية واضحة، ويزيد هذه الحقيقة وضوحا أنه لا وجود لغطاء ثلجي دائم خلال أشهر الشتاء في روست وبرجن بينما يوجد مثل هذا الغطاء في تروندهايم لمدة أشهر الشتاء الأربعة، ويرتفع موسم الإنبات - بالشروط سابقة الذكر - كثيرا في الساحل الغربي عن الشمال النرويجي، فهو يبدأ من أواسط أبريل في نوردلاند وتروندلاج ويمتد إلى أوائل نوفمبر، ومن أواسط مارس إلى آخر نوفمبر في فسترلاند.
وتمثل المحطات الأخرى مناخ المناطق الداخلية الجنوبية من النرويج، فمحطة ريروس
Roros
تمثل أعالي نهر جلوما ومحطة ليردال أعالي فيورد سوجن وأوسلو أعالي فيورد أوسلو، والمدى الحراري عامة بين الصيف والشتاء حوالي عشرين درجة مئوية مع اختلاف في قسوة الشتاء حسب ظروف المكان، ومن ثم فمن الطبيعي أن تنخفض الحرارة كثيرا في أعالي جلوما، وأن تتعدل حرارة الشتاء في فيورد سوجن المطل على المحيط، ويتأكد ذلك من أن غطاء الثلج في أوسلو يستمر ضعف وقته في ليردال، وأن موسم الإنبات يمتد سبعة أشهر في ليردال، بزيادة شهر عن أوسلو.
وبطبيعة الحال تزداد ظروف الحرارة تطرفا نحو البرودة في المناطق الجبلية المرتفعة مما يؤثر كثيرا على الوجود البشري عمرانا ونشاطا، وتسقط الأمطار بغزارة واضحة على الساحل الغربي حيث تساعد الكتل المرتفعة وراء السواحل على رفع كمية الأمطار الساقطة إلى متوسط يبلغ حوالي ألف مليمتر في فسترلاند، وحوالي 600-700 ملم في تروندلاج ونوردلاند، وتقل الأمطار كثيرا في الداخل، ففي فاردو يسقط ضعف كمية المطر والثلوج عنها في ألتا - رغم وقوعها على رأس فيورد واسع، وفي برجن تبلغ كمية الأمطار أكثر من أربعة أضعاف تلك الساقطة في ليردال برغم أن المسافة ليست كبيرة بينهما، ولا شك أن كمية الأمطار الغزيرة التي تسقط في فسترلاند وسفوح هضبة هاردنجر الغربية تساعد على تراكم وتغذية الثلاجات الكبيرة - خاصة ثلاجة يوستدال.
وبرغم كمية الأمطار الساقطة بصورة كافية على غالبية النرويج إلا أن كمية المطر متذبذبة لدرجة تؤدي إلى الجفاف أحيانا، والأغرب من ذلك أن هذا التذبذب قد أدى إلى نشوء نظام الري منذ القرن السابع عشر في الأماكن المهددة بالجفاف أو قلة الأمطار خلال موسم الإنبات القصير.
অজানা পৃষ্ঠা