والنرويج إحدى أكثر الدول الأوروبية وعورة من حيث سيادة الكتل الجبلية على المظهر التضاريسي العام، وترتب على ذلك أن مسطح السهول ضئيل جدا بالنسبة لمساحة الدولة، وكما في السويد وفنلندا فإن السهول المغطاة بالإرسابات البحرية، والتي انتابتها حركة رفع بعد انتهاء العصر الجليدي، هي الأراضي التي يمكن زراعتها بنجاح، ولكن مثل هذه السهول صغيرة المساحة ومتناثرة بالقياس إلى مثيلاتها في السويد وفنلندا - 3٪ من مساحة النرويج قابلة للزراعة.
وتتميز النرويج بمناخ معتدل نسبيا عن معظم الدول الاسكندنافية الأخرى نتيجة وقوعها غرب شبه الجزيرة، وفي مواجهة التيارات الدافئة الهوائية والبحرية القادمة عبر الأطلنطي، ففي جزر لوفوتون في الشمال نجد الحرارة أعلى من معدلها كثيرا بالنسبة لدرجة العرض، ولكن الجبال العالية وراء خط الساحل مباشرة تؤدي إلى انخفاض سريع في درجة الحرارة، وتؤدي هذه الجبال إلى غزارة المطر الساقط على السواحل من ناحية، وإلى تكوين ثلاجات واسعة لا نظير لها في القارة الأوروبية، تغطي الهضاب العالية.
وفي مقابل فقر الموارد الزراعية في النرويج يعوض البحر النقص الغذائي بدرجة لا مثيل لها، ففي مياه النرويج ثروة سمكية كبيرة ومتنوعة، ومعظم الإنتاج السمكي النرويجي يأتي من المياه الساحلية والإقليمية على عكس كثير من الدول الأوروبية التي تحصل على حصتها من الأسماك من مياه بعيدة، وبرغم ذلك فإن كمية الأسماك المصادة في النرويج أكبر منها في بقية الدول الأوروبية ذات الأساطيل الحديثة، وتحتل النرويج المكانة السادسة بين دول العالم في إنتاج الأسماك.
وإلى جانب ذلك فإن السماكين النرويجيين يرتادون - منذ فترة زمنية طويلة - مصايد أيسلندا وجرينلاند، ويتوغل النرويجيون أكثر من ذلك إلى المياه القطبية الشمالية والجنوبية وراء فقمات البحر والحيتان، وأكثر المصايد التي يرتادها النرويجيون وراء الفقمات هي تلك التي توجد حول جرينلاند ونيوفوندلاند، أما الحيتان فتصطاد من المحيط الجنوبي.
وأشهر الصناعات النرويجية في العالم هي صناعة السفن والنقل البحري، وتمتلك النرويج أسطولا تجاريا ضخما يحتل المكانة الرابعة بين أساطيل العالم من حيث الحمولة، ولكن هذا الأسطول ضخم جدا بالقياس إلى دولة كالنرويج صغيرة المساحة قليلة السكان، ومن ثم فإن الوظيفة الأولى للأسطول التجاري النرويجي ليست نقل احتياجات البلاد، بل النقل التجاري الدولي؛ ولهذا فالسفن النرويجية غالبا ما توجد فوق مسطحات البحار في العالم أجمع.
ولما كانت تجارة النرويج الخارجية تتصف بتوازن معدوم بين صادرات البلاد القليلة ووارداتها الكثيرة، فإن الأسطول التجاري النرويجي يعوض النقص في ميزان المدفوعات بما يجلبه من أرباح عالية، وقد ترتب على ذلك أن بإمكان النرويج استيراد الأغذية والمنسوجات ووسائل الحياة الحديثة، وبالإضافة إلى مظاهر البيئة الطبيعية والغذاء السمكي والأغذية المستوردة وارتفاع مستوى الحياة فإن متوسط أعمار الناس قد ارتفع أيضا إلى درجة تجعله - مع بقية الدول الاسكندنافية - من أعلى معدلات الحياة في العالم.
ومنذ القدم كانت النرويج دولة تعتمد على التجارة الخارجية في معيشتها، ففي الماضي كانت تصدر الفراء والأسماك مقابل الحبوب، وما زال هذا شكلا من أشكال التجارة النرويجية الخارجية الحالية، ولكن يضاف إليه أن الصناعة الحديثة تساهم بدور في هذه التجارة، وتقوم الصناعة أساسا على مصادر الطاقة الهيدرولوجية التي تنتشر مواردها في أماكن كثيرة من الدولة، وتعوض نقص الوقود المعدني، وقد دخلت مصادر الطاقة هذه الاستخدام الصناعي والمنزلي حديثا، وذلك بالنظر إلى ما تتكلفه من رأسمال عند إنشائها، ولا تزال في النرويج مصادر غنية بالطاقة المائية لم تستغل بعد.
وتستغل الصناعات الكهرومعدنية والكيميائية نسبة كبيرة من إنتاج الطاقة المائية، وتأتي صناعات الأخشاب في الدرجة الثانية، برغم أن استغلال الموارد الغابية في النرويج قديم تاريخيا، ومع ذلك فإن الصناعات المرتبطة بالأخشاب ما زالت صناعة هامة في الاقتصاد النرويجي - وإن كانت مساهمتها في الاقتصاد القومي أقل من مثيله في السويد وفنلندا، وعلى العموم فإن الصناعة في النرويج لا تلعب الدور الذي لها في السويد والدنمارك، ولهذا فإن النرويج مصدر كبير للخامات ومستورد كبير للآلات ووسائل النقل، بما في ذلك السفن أيضا، ولكن هناك نوعا من التعويض في صورة «صادرات غير مرئية» منها السياحة والحواتة والمساهمة في النقل البحري العالمي. (2) أقاليم النرويج الطبيعية والإدارية
يمكننا أن نقسم النرويج إلى خمسة أقاليم متميزة بظروفها الطبيعية المختلفة، وهذه الأقاليم هي في الواقع الأقاليم الإدارية بعينها:
1 (1) النرويج الشرقية. (2) النرويج الجنوبية. (3) النرويج الغربية. (4) تروندلاج. (5) النرويج الشمالية. (1)
অজানা পৃষ্ঠা