قال باخوم وهو لا يملك نفسه من الضحك: «شدوا آلهتكم إلى أماكنها بأسباب من الرصاص.»
قال الوليد: «هو ذاك!»
والغريب أن أصنام قريش ثبتت في أماكنها واستقرت في مواضعها بعد هذه الحيلة، وعجزت عن أن تخلص من قيودها الرصاصية تلك، فلم ترها قريش بعد ذلك إلا قائمة مكانها، حتى كان يوم من الأيام رأتها فيه وقد حطمت تحطيما.
قال ابن هشام: وحدثني من أثق به من أهل الرواية في إسناد له عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: دخل رسول الله
صلى الله عليه وسلم
مكة يوم الفتح على راحلته، فطاف عليها وحول البيت أصنام مشدودة بالرصاص، فجعل النبي
صلى الله عليه وسلم
يشير بقضيب في يده إلى الأصنام ويقول: «جاء الحق، وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.» فما أشار إلى صنم منها في وجهه إلا وقع إلى قفاه، ولا أشار إلى قفاه إلا وقع لوجهه، حتى ما بقي منها صنم إلا وقع. فقال تميم بن أسد الخزاعي في ذلك:
وفي الأصنام معتبر وعلم
لمن يرجو الثواب أو العقابا
অজানা পৃষ্ঠা