নীল নদের তীরে: ফারাওদের যুগে
على ضفاف النيل: في عصر الفراعنة
জনগুলি
كذلك كونت أول إمبراطورية في الأرض.
أول إمبراطورية في العالم
ولقد كان تأسيس هذه الإمبراطورية خلقا جديدا لمصر؛ إذ تغيرت الحالة من جميع النواحي، وأصبحت الدولة حربية بكل معاني الكلمة، وصارت الجندية هي الطريق الوحيد لكسب المال والشرف، حتى إن أحقر حقير - حتى العبد - كان يأمل بانضمامه إلى الجيش في الوصول إلى أرقى مناصب الدولة.
وكان في مصر طول عهد الإمبراطورية ثلاثة أحزاب قوية: حزب الكهنة، والحزب العسكري، وحزب المحافظين - أو حزب الوراثة الشرعية - وكانت هذه الأحزاب تدفع مرشحيها لا إلى البرلمان، ولكن إلى العرش؛ فحزب المحافظين كان يرى ضرورة أن يرث الابن الشرعي أباه في العرش، وكان هذا الحزب يعضد وراثة «حتشبسيوت» لأبيها في العرش، بينما كان يعضد حزب الجيش «تحتموس الثاني»، وحزب الكهنة «تحتموس الثالث»؛ لأنه قضى حياته الأولى في المعبد.
وفي عهد الإمبراطورية، كانت الحكومة متمركزة في يد الملك أو الإمبراطور، يساعده في تدبير شئون الدولة صاحب الخزائن - وزير المالية - ووزيران آخران، يقيم أحدهما في مدينة هليوبوليس، والآخر في مدينة طيبة.
وكانت مهمة الوزير في طيبة، منحصرة في إدارة دخل الملك، وفي الإشراف على الضرائب وجزية المستعمرات، والقضاء بين الناس، والاحتفاظ بسجلات الدولة.
الإمبراطورية المصرية في أقصى حدودها أيام الأسرات 18، 19 و20 (مصغرة عن الجزء الأول من الأطلس الجغرافي التاريخي، للمؤلف والأستاذ الرشيدي).
وكانت المحاكم منتشرة في أهم مدائن الدولة، يحكم فيها قضاة يعينهم الوزير بأمر الملك، ويستطيع المتقاضون فيها أن يستأنفوا الأحكام إلى الوزير في طيبة، الذي كان مكتبه يعتبر محكمة استئناف عليا لكل محاكم القطر. وكانت محكمة الوزير في طيبة تكفل العدالة لكل إنسان، ولم يكن حتى المتآمرون على حياة الملك يعاقبون بطريقة تعسفية، بل كانوا يقدمون إلى المحاكمة.
وكثيرا ما كان يجوب الوزير أنحاء القطر، متفقدا حالة الجيش والأسطول والحصون على الحدود ، وحالة الري والزراعة والغابات، وشئون المعابد وأرصفة المواني.
وكانت طريقة الحكم في عهد الإمبراطورية تشبه الطرق المستعملة في عصرنا هذا؛ فكانت البلاد المجاورة لمصر كفلسطين تخضع للحكومة المركزية، أما في بلاد سوريا وقبرص وكريد، فكان الأمراء الوطنيون يحكمون بلادهم، وكان الإمبراطور يعين مع كل ملك موظفا ساميا مصريا له الأمر والكلمة العليا، وعلى الأمراء الطاعة والتنفيذ، وكان هؤلاء الموظفون المصريون يشرفون على جباية الضرائب، تعضدهم حامية مصرية، وكان أبناء الأمراء يبعثون إلى مصر؛ ليكونوا رهائن على سلوك آبائهم؛ وليتعلموا على النظم المصرية، حتى إذا ما آل إليهم الملك خدموا الإمبراطورية خدمة صادقة. أما البلاد البعيدة فكانت تبعث إلى مصر هدايا بانتظام، ربما فاقت جزية المستعمرات الأخرى.
অজানা পৃষ্ঠা