قالت مصرباي باسمة: وكيف أنت وأخي طومان؟ ألم يحدثك حديث غده وغدك؟
فغاب وجه شهددار وراء سحابة من الحزن، وقالت في انكسار: إنني لم أر طومان منذ بعيد يا خوند!
قالت مصرباي مدهوشة: لم تريه منذ بعيد؟ فكيف صبره عنك وإني لأعرف قلبه!
فابتسمت ابتسامة كاسفة وهي تقول: أحسبه لم يزل يذكرني على البعاد، ولكنه يخشى أن يغضب عمه الغوري، فقد عرف ما بين طومان وبنت أقبردي!
قالت مصرباي منكرة: ولكن أقبردي قد مات، فما استمرار الغوري على عداوته؟
فدمعت عينا شهددار وقالت بصوت مختنق: لو لم يكن أقبردي قد مات لكان الغوري أدنى إليه اليوم ... ولما جرؤ الدوادار الكبير على مصادرة أمي.
قالت مصرباي منكرة: أمك؟ ما شأن الدوادار الكبير بأمك؟ وكيف يجرؤ على مصادرة امرأة أقبردي الدوادار، هل تسلط وبطش إلى هذا الحد؟ فما عمل السلطان الظاهر؟
فترددت شهددار برهة ثم قالت: بإذن الظاهر قنصوه بطش دواداره وفتك، واقتحم على الناس بيوتهم، وصادر امرأة أقبردي الدوادار، فلا تنسي يا خوند أنه لم يصادر أمي وحدها، بل صادر معها خالتي خوند فاطمة بنت العلاء - أرملة الأشرف قايتباي - وإنك لتعرفين بعض ما كان بينها وبين أخت الظاهر قنصوه حين كانت جارية في حريم قايتباي، فلعل الظاهر قنصوه لم يصادر خوند ويصادر أمي إلا قربانا إلى أخته أصل باي، وشفاء لذات صدرها!
صاحت مصرباي غاضبة: أوه! دائما أصل باي! أصل باي! ما لهذه المرأة لا تريد أن تخرج من حياتي؟!
قالت شهددار باسمة: فكيف لو علمت يا خوند ما يتحدث به الناس عن أصل باي وجانبلاط؟
অজানা পৃষ্ঠা