مع أن ملامحها كانت منمقة، كان جمالها يتماشى مع المعايير ويفتقر إلى الروح. كانت ترتدي حلة بيضاء ضيقة وتحتها قميص حريري أسود، وكانت قبعتها وقفازاها الطويلان وحقيبتها سوداء اللون أيضا. كانت تجلس منتصبة القامة دون حراك، ثابتة على وضعية جامدة وكأن أحدا يلتقط لها صورة فوتوغرافية دعائية.
مع أنها كانت نحيلة لدرجة تكاد تصل إلى حد الهزال، فقد تعدت على جانب العانس ذات الحلة التويدية كي تترك مسافة كبيرة بينها وبين السيدة التي اعترضت على دخول آيريس.
كانت تلك السيدة الوقورة بلا شك تنتمي إلى إحدى الطبقات الحاكمة. كانت عيناها المنتفختان تشعان فخرا، وأنفها يبدو كمنقار طائر متعجرف. كانت ترتدي الأسود وتتشح به، وكان قوامها الضخم يشغل تقريبا نصف المقعد.
ولدهشة آيريس، كانت ترمقها بنظرة عدائية ثابتة، جعلتها تشعر بالذنب وبعدم الارتياح.
قالت في نفسها: «أعلم أني اقتحمت المقصورة، لكن بها مساحة كافية. أتمنى لو أني استطعت أن أشرح لها الوضع؛ إرضاء لذاتي.»
مالت للأمام وتحدثت بعفوية للسيدة.
سألتها قائلة: «هل تتحدثين الإنجليزية؟»
على ما يبدو أخذت السيدة سؤالها على محمل الإهانة، إذ أغمضت جفنيها بوقاحة متعمدة، وكأنما لا تطيق رؤية منظر سوقي.
فقضمت آيريس شفتها ونقلت بصرها إلى باقي الركاب. كانت أعين الأسرة مثبتة على صحيفتهم، والعانس ذات الحلة التويدية تسوي تنورتها، والحسناء الشقراء تحملق في الفراغ. بطريقة ما، تولد لدى آيريس انطباع بأن غياب الحس المهذب ذلك هو لفتة احترام لتلك السيدة ذات الشأن.
تساءلت بحنق: «أهي النظير المحلي للثور الأسود المقدس؟ ألا يمكن لأحد أن يتحدث حتى تفعل هي؟ حسنا، بالنسبة لي ما هي سوى امرأة بدينة ترتدي قفازين طفوليين مريعين.»
অজানা পৃষ্ঠা