صاحت السيدة بارنز وهي تحكم قبضتها على صورة جابريال: «هل تخشين بالفعل وقوع حادث؟»
أجابت الآنسة فلود-بورتر نيابة عن أختها: «كلا بالطبع، لكننا ربما نشعر أننا في مكان منعزل عن العالم هنا، وأننا نبعد كثيرا عن أرض الوطن. والمشكلة أننا لا نعرف كلمة واحدة من اللغة المحلية.»
قاطعتها الآنسة روز قائلة: «نحن لا نواجه أي مشكلة في الحجوزات وقسائم الشراء ما دمنا نلزم الفنادق والقطارات، لكن إن وقع حادث اضطرنا لأن نقطع رحلتنا، أو فاتتنا وسيلة مواصلات، أو شردنا في مكان صغير، فسنشعر بالتيه. علاوة على أن الأمور المالية ستكون مربكة؛ إذ لم نحضر معنا أي شيكات مسافرين.»
اقتربت الأخت الكبرى من القس.
سألته قائلة: «هل تنصحنا باعتبار حلم أختي تحذيرا من السفر غدا.»
تمتمت آيريس بصوت خافت: «لا، لا تفعلا ذلك.»
انتظرت إجابة القس باهتمام مشوب بالألم؛ إذ لم تكن تتطلع للسفر على متن القطار نفسه مع هؤلاء الأشخاص المختلفين عنها، والذين قد يشعرون أن من واجبهم مصادقتها.
قال القس: «افعلا ما تميلان له. لكن إن غادرتما قبل الميعاد، فسيكون ذلك انتصارا للخرافات، كما أنكما ستحرمان نفسيكما من يوم آخر في ذلك المكان البديع.»
قالت الآنسة روز معلقة: «كما أن حجوزاتنا بتاريخ بعد غد. من الأفضل ألا نخاطر بحدوث أي تعقيدات. والآن سأذهب لأحزم أمتعتي لرحلة العودة إلى وطني العزيز إنجلترا.»
لدهشة الجميع، طغت نبرة انفعال فجأة على صوتها المتسلط. تريثت الآنسة فلود-بورتر حتى غادرت أختها الردهة، ثم قالت مفسرة: «إنه التوتر. لقد تعرضنا لتجربة مرهقة للغاية قبل أن نأتي إلى هنا. أمر الطبيب بتغيير كامل، فجئنا إلى هنا بدلا من سويسرا.»
অজানা পৃষ্ঠা