في الوقت الحالي، كانت تسكن في فندق؛ فقد أجرت شقتها الصغيرة الفاخرة المستأجرة، مع أنها هي من اختارت أسلوب حياتها. في ذلك الوقت وذلك المكان، شعرت أنها دفعت ثمنا باهظا لقاء حريتها.
لم تدم حالتها المزاجية؛ ففي أعلى المسار، واجهت أمرا تطلب منها استدعاء رباطة جأشها. فعندما تلفتت حولها تتبين الاتجاهات، اكتشفت أن ذلك الضريح مختلف عن المعلم الأصلي الذي سلكت عنده المسار المتعرج.
تلك المرة لم تضحك؛ إذ شعرت أن ذلك سيكون مبالغة في التندر. عوضا عن ذلك، شعرت بالحنق من نفسها. كانت تعتقد أنها تعرف تلك الجبال؛ لأنها جابت تلك الأخوار صعودا ونزولا مع أصدقائها، كقطيع من الماعز البري.
لكنها كانت مجرد تابعة يسوقها الآخرون، وهي وسط الجماعة كانت تتبع القائد الحتمي؛ ذلك الشاب الذي يحمل الخريطة.
لكن وحدها، لم يكن لديها أي فكرة عن اتجاهها. لم يكن أمامها سوى أن تتبع الخور صعودا حتى يتشعب مرة أخرى معتمدة على الحظ.
قالت مجادلة: «إن تابعت المسير فأصل حتما إلى مكان ما، كما أن من يسأل لا يتوه.»
كانت بحاجة لاستحضار جلدها؛ إذ كانت تشعر بإنهاك بالغ، بالإضافة إلى ألم كعبها الذي يعيق حركتها. عندما وصلت أخيرا إلى مفترق طرق خيرها بين عدة طرق، لم يكن لديها ثقة في حكمها كي تجرب. جلست على صخرة ملساء منتظرة الفرصة لأن تستوقف أي شخص يمر.
كانت لحظة فارقة في حياتها عندما أدركت أن استقلالها يتلخص فقط في قدرتها على توقيع الشيكات لصرف أموال جناها آخرون، وفي شعبيتها التي لم تكن سوى عائد لتلك الشيكات.
قالت في نفسها: «طوال حياتي كنت أنساق وراء الآخرين. حتى إن مر شخص من هنا، فأنا أسوأ خبيرة لغوية في العالم.»
كان في ذلك الوصف إطراء لها؛ إذ لا تملك أدنى حق في لقب خبيرة لغوية. كان جهلها باللغات الأجنبية هو نتيجة دراستها في باريس ودريسدن. خلال مدة دراستها بالمدرسة، لم تكن تخالط سوى الفتيات الإنجليزيات الأخريات، كما أن معلميها من أهل البلد كانوا يتقنون اللهجات الإنجليزية.
অজানা পৃষ্ঠা