المضيء، حتى إذا كان في مقابلة الشمس ينقص الضياء من الجانب الذي بدأ بالضياء على الترتيب الأول حتى إذا صار في مقابلة الشمس كان النصف المواجه للشمس هو النصف المواجه لنا فنراه بدرا، ثم يقرب من الشمس فينقص الضياء من الجانب الذي بدأ بالضياء على الترتيب الأول حتى إذا صار في مقابلة الشمس ينمحق نوره ويعود إلى الموضع الأول، وينزل كل ليلة منزلا من المنازل الثمانية والعشرين ثم يستتر ليلة، فإن كان الشهر تسعة وعشرين استتر ليلة ثمانية وعشرين، وإن كان ثلاثين استتر ليلة تسعة وعشرين، ويقطع في استتاره منزلا ثم يتجاوز الشمس فيرى هلالا، وذلك قوله تعالى: والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم [يس: 39] يريد أنه ينزل كل ليلة منزلا منها حتى يصير كأصل العذق إذا قدم، ورق، واستقوس.
11 فصل: في خسوفه
وسببه توسط الأرض بينه وبين الشمس فإذا كان القمر في إحدى نقطتي الرأس والذنب، أو قريبا منه عند الاستقبال تتوسط الأرض بينه وبين الشمس فيقع في ظل الأرض، ويبقى على سواده الأصلي فيرى منخسفا، والشمس أعظم من الأرض فيكون ظل الشمس مخروطا قاعدته دائرة صفحة الأرض؛ لأن الخطوط الشعاعية التي تخرج من الشمس إلى جرم الأرض لا تكون متوازية فإذا اتصلت بمحيط الأرض ونفذت في الجهة الأخرى تلاقيا عند نقطة فيحصل ظل الأرض على شكل المخروط، فإذا لم يكن للقمر عرض عن فلك البروج عند الاستقبال وقع كله في جرم المخروط فيخسف كله حينئذ، وإن كان له عرض يخسف بعضه، وربما يماس جرم القمر مخروط الظل ولا يقع فيه شيء وذلك إذا كان عرض القمر مساويا لنصف مجموع القطرين، أعني: قطر القمر، وقطر الظل، وإذا كان أقل من نصف القطرين يخسف بعضه.
12 فصل: في خواص القمر وتأثيراته العجيبة
وزعموا أن تأثيراته بواسطة الرطوبة كما أن تأثيرات الشمس بواسطة الحرارة ويدل عليها اعتبار أهل التجارب، ومنها أمر البحار، فإن القمر إذا صار في أفق من آفاق البحر أخذ ماؤه في المد مقبلا مع القمر، ولا يزال كذلك إلى أن يصير القمر في وسط سماء ذلك الموضع فإذا صار هناك انتهى المد منتهاه فإذا انحط القمر من وسط سمائه جزر الماء ولا يزال كذلك راجعا إلى أن يبلغ القمر مغربه فعند ذلك ينتهي الجزر منتهاه، فإذا زال القمر من مغرب ذلك الموضع ابتدأ المد مرة ثانية إلا أنه أضعف من الأولى، ثم لا يزال كذلك إلى أن يصير القمر في وتد الأرض فحينئذ ينتهي المد منتهاه في المرة الثانية في ذلك الموضع، ثم يبتدئ بالجزر والرجوع، ولا يزال كذلك
পৃষ্ঠা ২৩