ومن ذلك أمور أرضية مثل صيرورة اليبس بحرا كأرض اليونان فإنها كانت بلادا معمورة، والآن استولى الماء عليها، وصيرورة البحر يبسا كأرض ساوة فإنها كانت بحرا والآن لا يرى فيها أثر البحر.
(ومنها) ما زعموا أنه يصعد من الأرض بخار لا يصيب شيئا من الحيوان والنبات إلا جعله حجرا صلدا وآثار ذلك ظاهرة من أرض مصر ومثله ثم بأرض قزوين.
(ومنها) وقوع خسف بناحية من الأرض وخروج ماء أسود منها وقد شوهد ذلك في كثير من النواحي منها مدينة عنجرة بأرض الروم، وقرية دركزين من أعمال همدان.
ومنها زلزلة تبقى شهرا أو أكثر في بعض النواحي، وقد شوهد ذلك بأرض نيسابور والري.
وحدثني أبو القاسم الرافعي- (قدس الله روحه)- أنه شاهد في هذه الزلزلة سقفا قد انشق حتى رأى الكواكب من جانب، ثم عاد إلى حاله ولم يظهر عليه أثر الشق.
(ومنها) ظهور معدن ببعض الأصقاع لم يعرف قبل ذلك من الزمان كظهور معدن الذهب عند الإسماعيلية.
(ومنها) ظهور نبت بأرض لا عهد للناس بوجوده هناك كظهور الترنجبين بأرض ساوة.
(ومنها) تولد حيوان غريب الشكل لم ير مثله. كما روي الشافعي رضي الله عنه، أنه رأى باليمن إنسانا من وسطه إلى أسفله بدن امرأة، ومن وسطه إلى فوق بدنان مفترقان بأربع أياد ورأسين ووجهين وهما يأكلان ويشربان يختصمان ويصطلحان.
وذكر أن امرأة بكلوسامان من قرى بلخ ولدت شخصا له نصف بدن ونصف رأس ويد واحدة ورجل واحدة على صورة النسناس؛ الذي يوجد في غياض الشجر باليمن ثم حملت مرة أخرى فولدت بدنا له رأسان.
পৃষ্ঠা ১৭