كيف التصبر والبعاد دهور!
ولهي على «توحيدة» الحسن التي
قد غاب بدر جمالها المستور
إذ بها يتجه انتباهها إلى ما وراء الموت فتذكر أن الفراق الطويل والانفصال المحسوس لا يجردانها من فخر الأمومة واغتباطها. فتقول بامتثال حزين وقد نما أملها بالاجتماع المنتظر:
هذا النعيم به الأحبة تلتقي
لا عيش إلا عيشة المبرور
وتشكر الله على كل حال:
قلبي وجفني واللسان وخالقي
راض وباك شاكر وغفور
ابنتها إن فقدت بها «كبدها ولوعة مهجتها» فإنها رغم ذلك، الفتاة الصغيرة التي لا تستطيع أن تكون لوالدتها الحصن الحسي والمساعد الذي يخفف الأثقال ويروج الأعمال. صدر والدها هو لها ذلك الملجأ في الحزن واليأس، ومن قلبه التعزية ومن مقدرته المعونة فيوم تفقده تفقد الشاعرة هذه الشفقة التي تلذ لها من أبيها، وتذلها من الناس ولهذا تقول في رثائها له:
অজানা পৃষ্ঠা