مهلا، فليس كتابه بمداد
وأعد له نظرا فإن حروفه
كتبت بذوب العين والأكباد
وفيها هذا البيت الذي يسجل بداهة وجوب انحلال الصور الكونية ليتسنى لها أن تتألف وتتشكل مرة أخرى. فيتم بذلك ناموس من أكبر النواميس في الوجود:
وجدت، وأعدمها الزمان حياتها
ما أقرب الإعدام للإيجاد! •••
تولد المرأة أحيانا صنوف التوليد المحسوس. فأحوال حياتها جميعا تتهيأ لهذه الوظيفة وتتجه نحوها اتجاه الأنهار إلى البحر. ولقد شبهت الأم دواما بالطبيعة، تلك الأم العظمى. وكان ما يرمز إلى أمومة الطبيعة ووظيفة التوليد الرائع فيها، أنثى في جميع أديان الأقدمين؛ فإيزيس المصريين «تلك الإلهة التي بدأت التوليد الإلهي، الأم الإلهية التي ولدت جميع الأشياء»، واللواتي قمن مقامها في الميثولوجيات الأخرى، يرمزن إلى المرأة القادرة بأمومتها، الممثلة الطبيعية بوظيفتها، القائمة حلقة مغناطيسية بين الحياة والحياة.
فما هو شعورها يوم ترى مخلوقها جامدا في حضنها هامدا؟
لا عجب أن يبدو الكون عندئذ متهدما في نظر الثكلى وأن ينقلب الروض قفرا، وأن يغشى النور ظلام.
ولا عجب أن يكون غمها الأكبر الذي لا يحتمل أن يظل هذا الكون المتهدم لها عامرا لسواها، ويظل هذا النور منتشرا ينير الناس ويفرحهم في حين يدلهم الجو حولها.
অজানা পৃষ্ঠা