وأصغى المصعب إلى العفو، فوثب أهل الكوفة وقالوا: دماؤنا ترقرق في أجوافهم، ثم تخلي سبيلهم؟! اخترنا أو إياهم. فقدمهم فضرب أعناقهم، فكانت أعظم مقتلة كانت في الإسلام/ وكان الذي قتل منهم صبرا ستة آلاف. فلما رأى ذلك عبيد الله بن الحر خرج مراغما لمصعب ، فجعل يغير في عمل العراق، فلم يزل مصعب يحتال عليه حتى وقع بيده، فأمر به إلى السجن بعد أن ناله بشيء من ضرب وقيده، فأنشأ يقول:
أيرجو ابن الزبير ليوم نصري ... بعاقبة ولم أنصر حسينا
وكان تخلفي عنه تبابا ... وتركي نصره غبنا وحينا
ولو أني أواسيه بنفسي ... أصبت فضيلة وقررت عينا
فقل: أين الزيادة والعطايا ... وما منيتنا كذبا ومينا
قتلت عبيدنا سفها وجهلا ... كمتخذ به زلفى لدينا
পৃষ্ঠা ৪৪১