[شبه المشبهة]
وتأولت أيضا المشبهة قول الله تبارك وتعالى: { خلقت بيدي } [ص:75]. وقوله: { والأرض جميعا قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه } [الزمر:67]. وقوله: { وجاء ربك والملك صفا صفا } [الفجر:22]. وقوله: { وكلم الله موسى تكليما } [النساء:164]. وقوله: {سميع بصير } [الحج:61، لقمان:28، المجادلة:1].وقوله: { ويحذركم الله نفسه } [آل عمران:28 - 30]. وقوله: { كل شيء هالك إلا وجهه } [القصص:88]. ففسروا ذلك على ما توهموا من أنفسهم، وبأنه عز وجل عندهم في ذلك كله على معنى المخلوقين، وصفاتهم في هيئآتهم وأفعالهم، فكفروا بالله العظيم، وعبدوا غير الله الكريم .
وتأويل ذلك كله عند أهل الإيمان والتوحيد: أن الله عز وجل ليس كمثله شيء، فأما قوله تبارك وتعالى: { خلقت بيدي }. يعني: بقدرتي وعلمي. يريد أني على ذلك قادر وبه عالم، توليت ذلك بنفسي لا شريك لي في تدبيري وصنعي، لا أن قدرتي وعلمي ونفسي غيري، بل أنا الواحد الذي لاشيء مثلي. وقد بين معنى هذه الآية في آية أخرى، فقال: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } [آل عمران:59]. وقال جل ذكره: { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } [النحل:40]. يريد إذا كونا شيئا كان . وقال تبارك وتعالى: { أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون } [يس:71]. يقول: مما عملت أنا بنفسي.
وقال جل ثناؤه: { بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء } [المائدة:64]، وتأويل ذلك عند أهل العلم: بل نعمتاه مبسوطتان على خلقه، نعمة الدنيا ونعمة الآخرة.
পৃষ্ঠা ২৪৭